Site icon تدوينات

حسن نصر اللّه من الثّورة إلى الهزيمة

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي
بدا “سماحة السّيّد” كما كنّا نلقّبه عندما أدار حربا مشرّفة مع العدوّ الصّهيوني، قبل أن تتلطّخ يداه بدماء الأطفال والنّساء، بدا في كلمته الأخيرة مضطربا على غير عادته، في عينيه انكسار الخائنين، وعلى وجهه سمات القتلة، مثقلا بجرائمه، تحاصره تلك الدّماء التي سفكها. يحاول التّفلّت من أنين ضحاياه في مضايا المغدورة بصوت يرتفع وينخفض: يرتفع كلّما أتى في حديثه على ذكر سوريا ليقول بأنّه مستعدّ لإرسال المزيد من مليشيات الموت، وإن لزم الأمر سيمضي بنفسه. فهل بات قتل المسلمين في سوريا أولى من تحرير الأقصى من الصّهاينة؟
أمّا عندما يتعلّق الأمر بالقدس فإنّ صوته ينخفض ومعه ينخفض السّقف الثّوري، فينصح الأمّة بـ”خوض معركة التّحرير” على شبكات التّواصل الإجتماعي.
رسالة طمأنة للكيان الصّهيوني. ونصيحة للأمّة لم ترتق حتّى إلى المستوى الهزيل لبيانات “الشّجب العربيّة”. فلماذا لم ينصح سفّاح الشّام بإدارة معركة سياسيّة ودستوريّة وانتخابات حرّة ونزيهة مع معارضيه، بدل البراميل المتفجّرة ؟ ولماذا لم يكتف هو ومليشياته بالتّغريد على صفحات التّواصل الإجتماعي لحقن الدّماء السّوريّة بدل الحصار والقتل. لم يعدل “الثّائر القديم” في نصيحته. بل كشف عن أحقاد طائفيّة لطالما أخفاها وراء ذلك الشّعار المخادع الذي خدع به المسلمين: “تحرير بيت المقدس”. فهل طريق التّحرير يمرّ عبر المنامة وبغداد وبيروت ودمشق ؟
وهل اكتفى من سمّيناه ذات يوم من سذاجتنا “أسد المقاومة” بما خرّب وقتل من المسلمين ؟ أم أن “خطّة تحرير القدس” تحتاج إلى مزيد من الدّم وابتلاع عواصم عربيّة أخرى ؟ وفي الإنتظار ينصح الأمّة بالتّغريد على “تويتر” و”فيس بوك” لإجبار ترامب على التّراجع عن قراره… وربّما تحرير الأقصى. ليت القومجيين العرب يعودون إلى رشدهم ويصحون من سكرتهم ليدركوا أنّ “سماحة السّيّد” يقاتل لبناء “إيران الكبرى” على حساب العرب، وأنّه في سبيل ذلك مستعدّ للتّفاهم حتّى مع “الشّيطان الأكبر”.

Exit mobile version