17 ديسمبر.. هذا عيدكم وعيد الوطن

عبد اللطيف علوي
مهما لعب السّحرة والمزوّرون بالتّاريخ وزيّنوا لنا أوهامهم، سيظلّ يوم 17 ديسمبر يوم عزّ وكرامة وهجرة مقدسة…
هجرة من أرض الخوف والمذلة، إلى ساحات الشّرف والأمل والحياة.
تونس الجريحة، تونس الموجوعة، تونس الجائعة، تونس المغدورة، تونس الحائرة، هي اليوم رغم كلّ ذلك، أفضل من تونس بن علي بمليون سنة ضوئيّة…
نعرف أنّ مسامير بن علي مازالت مزروعة تحت أرجلنا الحافية، ونعرف أنّ الثورة المضادّة غرست في الوطن أظافرها الوسخة حتى أدمته، ونعرف أنّ النّظام القديم أخذ جرعة كبيرة من الأوكسيجين بسبب الخيانات وحالة الارتباك الشديدة التي سقطت فيها قوى الثورة أمام الهجمة الصهيونية غير المسبوقة…
لكننا نعرف أيضا أننا أسقطنا الحصانة عن الجميع، وإلى الأبد…
سنطولكم بأيدينا فإن لم نستطع فبحجارتنا فإن لم نستطع فبكلماتنا، ولن نسمح لكم بأن تتحوّلوا مجدّدا إلى نظام أو إلى أمر واقع مهما حاولتم…
لدينا اليوم من الأسلحة مالم يكن لنا أبدا…
صبرنا ووعينا ويقيننا وحناجرنا ومصابيح الشهداء المعلقة في كل باب…
ولديكم تاريخ الخزي والعار والبهتان، ستحملونه أياما أو أشهرا أو أعواما، ثمّ تغرقون في أوحاله…
رحم الله جميع الشهداء، كل الشهداء الّذين سبقوا والذين لحقوا،
وتحيا الغالية،سيّدة الدّنيا… تونس العظيمة.
كلّ 17 ديسمبر وأنتم أعزّاء شامخون، ومن النصر واثقون.
هذا عيدكم وعيد الوطن، تبادلوا التهاني وتهادوا حتى بالكلمات الطيبة، فلا شيء يصفع غرورهم وكبرياءهم أكثر من ومضات الأمل والثقة واليقين والتّحدّي في عيونكم… يا أبناء ديسمبر المجيد!
#عبد_اللطيف_علوي

Exit mobile version