أنت وأين حطك زهرك في دولة الغنيمة
كمال الشارني
لم يخلق الله موظفي الدولة متساوين في الحقوق، رغم تساويهم في الشهائد والكفاءة،
ثمة قطاعات يشتغل فيها الموظف 10 أشهر فيحصل على أجور 18 شهرا، وقطاعات لا أحد يفعل فيها شيئا أصلا سوى أن يرهق نفسه رأس الشهر لنيل تذاكر الأكل، وقطاعات يغرف فيها الموظف القروض مباشرة من الخزينة دون حساب ولا فوائض فيقرض الآخرين أو يستثمر في العقارات، وقطاعات يأخذ فيها الموظف نصيبا من ضرائب الدولة وغراماتها وخطاياها على مواطنيها، وقطاعات أخرى تعالج فيها مجانا، حتى إن لم تكن مريضا وتحظى قبل أي مخلوق على حافة الموت، بفحص بالسكانير لمجرد التجربة أو القلق.
وثمة قطاعات منبوذة محقورة، “لا منح تحفيز ولا غنائم ولا حتى شوية رشوة” ولا تذاكر أكل، تخدم وتروح، يسمونها: “حاجة ربي الله غالب عليك، أنت وأين حطك زهرك في الدولة”، دولة الغنيمة طبعا، تلك التي يسميها أحد أصدقائي “الهجالة”، كناية عن المرأة التي مات زوجها وغلبها أبناؤها.