محمد بن نصر
يخطئ من يتصور أن قرار ترامب لم يتأسس على عدد من الرهانات المدروسة بدقة بالرغم من قناعتنا من أنها لن تغير من واقع الأمر الشئ الكثير ولكن هذا القرار الذي اتخذه الكونغرس منذ إثنتين وعشرين عاما وظل حبيس أدراجه لم يتم تفعيله اليوم صدفة أو فقط لوجود شخصية شبيهة بشخصية ترامب على رأس السلطة في الولايات الأمريكية المتحدة وإنما جاء تفعيله بعد الخراب النفسي والمادي الذي خلفته داعشهم، الإلتفاف على الربيع العربي وبث الرعب والخوف في أنظمة الحكم وترويض الإسلاميين تحت شعار الإنصهار في الدولة التابعة.
راهن ترامب وسلطته على سياسته المتقاطعة الأبعاد والرامية إلى تجفيف منابع المقاومة إلى حد الجدب والتجريم. لا شك أنهم توقعوا ردات الفعل الشعبية ولكنهم يراهنون على انطفائها بحكم بتر ذراعيها السياسي والعسكري. ولعلهم في هذا لم يكونوا مجانبين للصواب وحتى نفسد رهاناتهم لا بد من التفكير في أساليب جديدة تكون مؤلمة لاقتصادهم والتأثير في منوال معاشهم. لقد جربنا مقاطعة بضائعهم ولم تكن ذات تأثير فعال. المطلوب الآن أن تتوجه جماهير شعبنا التي خرجت إلى الشوارع منددة بقرار ترامب إلى محاصرة كل الشركات الأمريكية ومنعها من الإنتاج وبشكل سلمي ونكون بذلك قادرين على الضغط المزدوج، الضغط على السلطة الأمريكية والضغط على الأنظمة السياسية المنضوية في ركابها. شهر واحد من الصمود سيكون له الأثر البالغ في مجرى الأحداث.
لنفكر في نجاعة المقاومة

محمد بن نصر