Site icon تدوينات

فلسطين: هل هي النّكبة الرّابعة ؟

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي

صالح التيزاوي
نكبة جديدة تضاف إلى تاريخ الفلسطينيين والعرب.
ويوم حزين آخر في تاريخ العرب والمسلمين، بعد نكبة 1948 التي شكّلت بداية مأساة الشّعب الفلسطيني على يد العصابات العسكريّة الصّهيونيّة وبرعاية الإحتلال البريطاني، حيث تمّ تشريد عدد كبير من الفلسطينيين خارج ديارهم واغتصاب أملاكهم، وتقسيم وطنهم.
وفي العام 1967 انتقل الصّهاينة من إرهاب الجماعات المسلّحة إلى إرهاب الدّولة حيث ابتلع الصّهاينة كامل الأراضي الفلسطينيّة واكتسحوا الجيوش العربيّة واحتلّوا أجزاء أخرى من مصر وسوريا والاردن وسط إعلام عربي عاهر يتحدّث عن إنتصار للجيوش العربيّة بقيادة مصر في الوقت الذي كان العدوّ الصّهيوني يقصف الطّيران العربي المصري في مرابضه.
لم تمض سوى سنتين على نكبة 67 حتّى أفاق العرب على نكبة جديدة: حرق المسجد الأقصى على يد متطرّف صهيوني عام 1969. وتتالت بعد ذلك محارق الفلسطينيين على يد الصّهاينة وتحت أنظار العرب والمسلمين والمجتمع الدوّلي الذي خذل الشّعب الفلسطيني، وكافأ الصّهاينة على جرائمهم. واليوم نكبة أخرى تضاف إلى سجلّ حكّام العرب والمسلمين الحافل بالهزائم. هذه المرّة جاءت نكبة الفلسطينيين والعرب على يد الولايات المتّحدة الأمريكيّة: “صديقة” الأنظمة العربيّة المستبدّة، و”راعية” السّلام.
لقد فعلها “ترامب” وأعلن القدس عاصمة للكيان الغاصب مستخفّا بمشاعر العرب والمسلمين، ومستهترا بالشّرعيّة الدّوليّة، وبأنظمة عربيّة بائسة “بأسها بينها شديد”. نكبة جديدة تعمّق مأساة الشّعب الفلسطيني، لعلّها توقظ فريقا من الفلسطينيين الذين أدمنوا المفاوضات العبثيّة من وهم الرّهان على الأمريكان، وعلى مسارات التّسوية المذلّة والمفاوضات العبثيّة.
ولعلّ هذا القرار المستفزّ يردّ القضيّة إلى الشّعوب لتقول كلمتها بعد أن فشلت الأنظمة العربيّة والإسلاميّة والشرعية الدّوليّة في إيجاد حلّ للشّعب الفلسطيني وإنهاء معاناته مع الإحتلال.
ليلة 6 ديسمبر 2017 باتت عروس العرب، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشّريفين، ومسرى النبيّ محمّد، وأرض المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، باتت عاصمة للكيان الغاصب بجرّة قلم من “ترامب” رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّة ليعمّق مأساة شعب خطّط لها الإحتلال الإنقليزي، ونفّذها الصهّاينة، وشهد على فصولها حكّام عرب مستبدّون، لا يحسنون سوى الكذب والدّسائس والمؤامرات والكيد لقيم الحرّيّة والتّحرير حتّى ضيّعوا معالم مجتمعاتهم السّياسيّة والإقتصاديّة والحضاريّة.

Exit mobile version