مصير ذيل الكلب

أسامة الحاج حسن

ربع دول العالم يحكمها دكتاتوريّات جاثمة على صدور المستضعفين..
وربع آخر يحكمه دكتاتوريّات مقنّعة بوشاح ديمقراطي..
دول قليلة هي من ظفرت بحكام عادلين..

من الصنف الأول من وسم الشعب الثائر ضدّه بالكلاب والجرذان والحشرات والعفن المأفون والجراثيم..
وليس مفاجئا أن التغيير نادراً ما يحصل بوفاة هؤلاء الطغاة، ذلك أن هذه الدكتاتوريات تسلك منهجا براغماتياً حاذقاً يقصي في سني حكمه كلّ تهديد من أيّ تياّر كان وتشكّل أحزاباً وجماعات مدجّنة تهتف بحياة القائد وتستعد للموت دونه دون حتى إجابة مقنعة لهذا الإيمان، ما يزيد المشهد قتامةً هو تحوّل هؤلاء العتاة المجرمين إلى رموزٍ وشهداء بنظر العوام القلقين متقلبي الأهواء وننسي المآسي من عبدة الكراسي..
التكبّر ردائي والعظمة إزاري والدار داري، ظلم احتلال وظلم إذلال ملخّص منجزات الطغاة..
كان تشاوسسكو يقول قبل أربعة أيام من قتله وركله بالأحذية :
سلوا شجرة التين هل تنبت حسكاً ؟ مستشهدا بالإنجيل ردا على تساؤل حول الأعاصير التي دمدمت شرق أوروبا وقبله موسوليني قال في إحدى خطبه الشهيرة لشعبه:
“اتّبعوني كلّما تقدّمت بكم إلى الأمام.. أما إذا تراجعت فاقتلوني.. وإذا هُزمتُ فانتقموا مني وعلقّوني من ساقي”.
فهُزم وهرب، وكان له ما أراد..
القذافي وصالح لا يختلفان…
انظر الى التاريخ، على أي حال، وستجد أن الطاغية غالباً ما يقرر مصيره بنفسه. وهو لا يموت إلا بالطريقة التي يختارها للآخرين، غير مدرك أنه يختارها لنفسه.
ليس ببعيد مصير ذيل الكلب الذي رهن سوريا هذا البلد الصغير لعشرين محتلاً وربما كان يكفيه إقالة موظف أمني من أقربائه..

(أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ).

Exit mobile version