عبد الرزاق الحاج مسعود
فجسدي المرهق يسعفني بحرارة زائدة أعرف جيّدا مصدريها: (بعد أن أكدت التحاليل الطبية أنني لم أصب بعدُ بضغط الدم كما توقّعت)،
سبب جوهري (أو أنطولوجي بلغة الفلسفة) لا تسعه لغتي الحالية ولكني ألخّصه وقتيا في “حالة تحفّز دائم لمعنى يقف عند رأسي”،
وسبب آخر عرضي متأتّ ممّا يمرّ أمامي من “تحاليل” سياسية تتسابق في استعراض مهارتها في قراءة “طبيعة المرحلة” التي يمرّ بها العرب الآن وتشخّص “طبيعة الصراع” بأدوات واثقة ومطمئنة وتفرح حين تسجّل “انتصارا سجاليا” في معارك الانحياز إلى مجرمين مختلفين في أدوات القتل.
أشعر بقشعريرة حين أتذكّر أن ثورات 2011 كادت تنهي حالة التيه العربي الطويل قبل أن يجهضها خصوم الحرية الكثر (من خارجنا ومن داخلنا) ويعرضوا علينا مفاضلة مخزية بين خرافتين قاتلتين: الكهنوت/الإجرامي السعودي السلفي الوهابي، والكهنوت/الإجرامي الإيراني الإمامي المهدوي.
حين أسمع عبارتي “خادم الحرمين” و”سماحة السيد/الإمام” أشعر بعدم الانتماء إلى “هنا”.
حتى بدعاوى “التكتيك” والواقعية لا أستطيع تحمّل الانخراط في هذا الجدل العبثي على أنقاض بوادر “الأنسنة” و”العقلنة” و”الحرية” التي كادت تحلّ نهائيا في أرضنا.
أشعر بقشعريرة.. ليس بسبب البرد

عبد الرزاق الحاج مسعود