إطلاق رصاصة الرحمة على أي تطلعات خليجية

إحسان الفقيه

بينما كانت الآمال مُتعلقة بقمة الكويت في أن تكون خطوة على طريق التفاهم لحل الأزمة الخليجية، غاب زعماء دول الحصار: السعودية والإمارات والبحرين، لتغلِق بذلك الأبواب في وجه جهود الوساطة الكويتية التي عوّلت على اجتماع الأشقاء، وتؤكد في ذات الوقت على أن الخيار الأوحد لدول الحصار هو تركيع قطر ودفعها للتنازل عن حقها السيادي.
غاب زعماء دول الحصار، في وقت كان البيت الخليجي أحوج ما يكون إلى رأب الصدع ولمّ الشمل، خاصة بعد التطورات الأخيرة الخطرة على مسرح الأحداث باليمن، والتي خسرت فيها السعودية رجلها القديم (علي صالح) الذي عوّلت عليه في حسم الصراع داخل اليمن، وما ترتب على مقتله من توقعات بمزيد من العنف والدمار والحرب طويلة الأمد.
كان الأحرى بدول الحصار التي تُركز على الخطر الإيراني أن تجمع شمْل البيت الخليجي، بعدما فاز الذراع الإيراني في اليمن (الحوثيون) بتلك الجولة التي اكتسبت بها الجماعة الانقلابية شعبية جديدة لدى بعض الشرائح، من كونها أنهت رمزا عربيا آخر للديكتاتوريات التي ثارت ضدها الشعوب العربية إبان الربيع العربي.
ألا تستدعي مشكلة الجزر الإماراتية المُحتلة من قِبل إيران وضرورة مناقشتها والخروج بقرار خليجي موحّد بشأنها، ألا تستدعي حضور قادة الخليج مجتمعين؟ أليست تلك الأزمة تتعلق بالعدو الإيراني؟!
وماذا عن التصريحات المُحتملة لترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها؟ أليس جديرا بتلك المؤسسة العريقة (مجلس التعاون الخليجي) أن يحضر زعماؤها الاجتماع لمناقشة الوضع في فلسطين بدلا من تخفيض التمثيل إلى وزراء خارجية؟
هل أصبح حصار قطر وإرغامها، هو القضية المفصلية لدى دول السعودية والإمارات والبحرين؟ ألا تستحق تلك التحديات الضخمة إبداء شيء من المرونة تجاه المطالب المعضلة؟
إن امتناع زعماء دول الحصار عن تمثيل بلادهم في قمة الكويت، لهو بمثابة إطلاق لرصاصة الرحمة على أي تطلعات خليجية سابقة بانتقال دول المجلس من التعاون إلى الاتحاد، فلن يصير هذا الحلم قائما في ظل هذا التناحر الخليجي.

Exit mobile version