عبد الرزاق الحاج مسعود
“احتفالا بالمولد النبوي الشريف”
عبارة تلخّص تجمّد الدم في عروق تاريخنا
وتيبّس الفكرة في خيالنا.
عبارة، حين أسمعها يقشعرّ جلدي وأتذكّر وجوه السياسيين الكالحة من بورقيبة و”أعضاده”..حتى ذاك القبيح القميئ و”زبانيته”، وهم يفتعلون الخشوع في مشاهد تمثيلية مقززة تشهد على ما انتهى إليه الدين من طقوسية شكلانية “وثنية” خالية من المعنى.
“طقس” بدائي يرتدي فيه “التونسيون” الجبّة التي يجتهد “البلدية” في زينتها وتطريزها ولكنها تبقى “مضادّة للحركة” والحياة مهما اجتهدنا في تحليتها،
ويردّدون فيه بآلية رتيبة ومدمّرة للأعصاب قصيدة “البردة” المليئة بـ”الدروشة” والسحر (من قبيل المعجزات التي تثبت لا بشرية الرسول)،
وتتقدّم للـ”غناء” فرق “رثّة” تعدّد معجزات شيوخ وأولياء “صالحين”.. للنسيان.
وكنّا شبابا نقابل كلّ هذا الغثاء بصيحة “يا مستضعفي العالم اتحدوا” قياسا وزيادة على صيحة ماركس (يا عمّال…) قبل أن يفجعنا التاريخ في كلّ الشعارات وكلّ أهلها.
ظننت للحظة أن “الانفجار” الذي حدث عندنا سيقطع مع “مراسم الموت” ويحرّر خيالنا من عنكبوت العادة،
فإذا هو يستعيدها ويعيدها بأردأ وأبرد وأفرغ مما كانت عليه أيام الفراغ ويرميها في وجوهنا بنكاية تليق بجمودنا.
لذلك
لن أحفل ولن أحتفل.