هذيان تحت قبّة البرلمان

سامي براهم
لا أدري بأيّ وعي طالب أحد نوّاب الشّعب عن دائرة فرنسا في مناقشة وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي بإلغاء اختصاصات اللغة العربية والتّاريخ والجغرافيا من الجامعة بدعوى عدم جدواها في سوق الشّغل.
السيّد النّائب لا يعلم انّ دعوته منافية للدّستور ولمقوّمات الهويّة والثّقافة الوطنيّة ولا يعلم أنّ دعوته تخريب للبلد وتدمير للمشروع الوطني برمّته، حيث لا نهضة لشعب دون الارتباط الوثيق بلغته الأمّ وثقافته وتاريخه وسياقه الجغراسياسي.
السيّد النّائب لا يعلم كذلك انّ دارسي اللغة والآداب والحضارة العربيّة والتّاريخ والجغرافيا والإنسانيّات عموما هم الأكثر حصانة والأقلّ عرضة للاستقطاب في جماعات التطرّف العنيف والإرهاب…
السيّد النّائب لا يعلم كذلك انّ الدّراسات الموثوقة اثبتت انّ المورّطين في الانتماء لجماعات الإرهاب من أصحاب الشّهادات العليا يفتقدون إلى المعارف الإنسانيّة وأساسا اللغة والآداب والحضارة العربيّة والتّاريخ والجغرافيا والفلسفة رغم تميّزهم في المعارف العلميّة التجريبيّة والصّحيحة.
السيّد النّائب لحداثة سنّه وحماسه واغترابه عن أرض الوطن لا يعرف أنّ تعلّم اللغة الأمّ لشعب من الشّعوب وآدابها وحضارتها وتاريخها وجغرافيتها ومنتجها المعرفي هو بناء للإنسان القادر على التّفكير النقدي وإنتاج المعرفة والمعنى والبيان والعرفان…
سامحك الله السيّد النّائب ليتك تريّثت وتبيّنت قبل خطاب الحماس والتّبسيط والارتجال.

Exit mobile version