عبد الرزاق الحاج مسعود
الأرجح أني سأصل التسعين بكامل ذاكرتي
جدّتي لأمي بلغت الخامسة بعد المائة فازدادت ذاكرتها حدّة وكانت تستعيد كل تفاصيل عمرها الطويل بدقّة عجيبة وبحماس أيضا.
لو أني أبلغ التسعين
مع ألم المفاصل الذي قد يمنعني قريبا من المشي،
لن أدخل الفايسبوك،
ولن أقرأ كتبا جديدة. ولا قديمة طبعا،
ولن أذهب للمقهى للثرثرة،
ولن أذهب لجامع القرية الذي تصيبني زرابيه الصينية بالحكّة،
ورائحة بخوره الباكستاني بالدوار،
ولن أستقبل أحدا في بيتي لو أصبح عندي بيت، لأني لن أستطيع أن أعدّ له الشاي.
ولن أبكي…………..
سـ”أتذكّر” المرات التي بكيت فيها…………..
وأحاور نفسي كثيرا حول “أسباب البكاء” في التسعين.