خير الدين الصوابني
أنا من الناس الذين يحتفون بالعادات والتقاليد ما استطعنا لذلك سبيلا.. ولا اقبل بالعودة للبدائية والحيوانية باسم العقلنة والحداثوت.. أي أمة لها تراث من العادات الذي يمتح من الخرافة والاسطورة والاعتباطية واللامنطق وهو ما يشكل في مجموعه أفاويح حياة تلك الامة وعطورها وسحرها.. بدون ذلك تصبح الحياة بائسة سطحية بلاستيكية باردة وخاوية كجسد ميت..
الحضارة هي ايضا هذا التوازن الفذ بين مكتسبات العقل وثمر اللامنطق والسحر والنزوة والبهجة.. لذلك انا مع الاحتفالات واحياء التقاليد مع ما يعنيه ذلك من ثمن.. لكن.. لكن.. ان يصبح الاحتفال بالمولد نوعا من الحجامة والتلذذ بالنزف فهذا غير مقبول.. لذا.. انا مع حبي لعصيدة البوفريوة ولم لا الزقوقو.. افضل هذه السنة ان احتفل بمولد رسولنا العربي العظيم بالعصيدة البيضاء.. فهي في سني ارفق بمعدتي وصحتي وخصوصا بجيبي.. ولن اقول لمن يريدون رغم فقرهم وبؤسهم او قلة ذات يدهم الاحتفال بالزقوقو اذهبوا الى الجحيم.. فأنا أقدر اختيارات الناس وشعائرهم.. خصوصا.. خصوصا.. بعض امهاتنا اللاتي يؤلمني ان تضطر اي منهن الى الانقطاع عن عادة اصبحت عندها شبه عبادة بعد ان بلغن من السن عتوه.. حفظهن لنا ورحم الله امي فلم اعرف انها لم تبذل وسعها لتحافظ على ما نشأت عليه…