سمير ساسي
لم يصبر القوم الا قليلا على هجرهم لما يعتبرونه أنظمة بول البعير الرجعية وما كادوا يسمعون بان هذه الرجعيات التي تدفع لهم سرا صنفت خصما سياسيا لهم يرونه عدوا صنفته ارهابيا. حتى اصطفوا يهللون للقرار ويحرفونه حتى في نصه الأصلي غير مبالين برذاذ البول المتناثر عليهم.
وقد بان ان بول بعير رجعي افضل عندهم من خصم سياسي من بني وطنهم بينهم وبينه قواعد لعبة. لو تفرغوا لإتقانها لهزموه. لكن الطبع يغلب التطبع ومن باع نفسه. فاته العز من جهة اخرى. بدا الخصم السياسي لهولاء. غير متحرر بعد من عقدة نظرة الاخر اليه ولم يخرج بعد من سياسة وضع البيض في سلة واحدة ولا له القدرة على النقاش السياسي بوضوح ويسارع الى التخفف مما يظنه تهمة. حتى وان لم يكن كذلك فما ضر حركة النهضة ان تقول بوضوح ان اتهام السعودية والإمارات لها بالارهاب لا معنى له لأنهما اخر من يعطي دروسا في هذا الموضوع وأيديهم ملطخة بدماء رابعة وليبيا وان اتهام الاتحاد العام لعلماء المسلمين مردود عليهم لا ان تسارع الى نفي علاقة الزعيم بالاتحاد فهذا سلوك سياسي غير مجدي وهو يرسل برسالة سلبية ان هذه الحركة سريعة التنصل من مواقفها وأنها سهلة الابتزاز.
صحيح ان الغنوشي انسحب من الاتحاد لكن ليس هذا اوان الحديث عن الموضوع لان ليس هذا هو الموضوع اصلا. الموضوع ان هناك أنظمة. ثورة مضادة يسارع إزلامها في الوطن الى تبني مواقفها المتخلفة. وان على النهضة وضع حد لهذه المزايدات بهذه الصراحة لا بتنصلها هي مما تظنه تهمة فتثبت على نفسها التهمة.
اذا كان خصوم النهضة أبانوا عن تخلف مواقفهم السياسية وارتهانها وعدم نضجها فان النهضة كشفت عن ضعف في التواصل واستعداد مستمر لان تكون موضع ابتزاز وفي الحالتين نحن ازاء مشهد سياسي عقيم يسارع بِنَا الى الهاوية.
#ترشيد_الخطاب_والفعل_السياسيين_واجب_وطني
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.