سياسة إحباط الشباب ودفعه للهجرة والحرقة…

هشام عجبوني

اتّصل بي شاب تونسي لديه شركة تجارة دوليّة تقوم بتصدير بضائع تونسية المنشأ 100% ليحدّثني عن مدى الصعوبات والعراقيل التي يُواجهها لتنمية نشاطه وعن تفكيره جديًّا في إغلاق شركته والهجرة إلى بلد أوروبي!
هذا الشّاب تعب وكدّ وجدّ لسنوات من أجل البحث عن أسواق أجنبيّة ولربط علاقات تجارية مع حرفاء أجانب من أجل تصدير بضائعنا ومنتوجاتنا، ونجح في ذلك!
ولكن للأسف لاقى بعد ذلك عديد العراقيل التي أصبحت تهدِّد استمراريّة نشاطه، وسأذكر لكم أهمّها:
1. تقدّم منذ أكثر من سنة بطلب للحصول على مخزن تحت الديوانة “Entrepôt sous douane” وذلك حتى يتمكّن من تخزين البضائع التي يشتريها من المزوّدين قبل تصديرها، وإلى حدّ هذه اللحظة مازال يعاني من البيرقراطية المقيتة ولم يتحصّل على الترخيص رغم استيفائه لكلّ الشروط!
2. طلبت منه الديوانة بناء مكتب مجهَّز لعون الديوانة المراقب وعندما انتهى من بناء وتجهيز المكتب قالوا له لن نرسل لك ديواني ولكن ادفع لنا ضمانا caution بمئات آلاف الدنانير! عبّر لهم عن استعداده لمدّهم برهن لمنزله مقابل هذا الضمان لأنّ مبلغ الضمان المطلوب مرتفع جدا ومن الأجدى استعمال هذا المبلغ في إطار نشاطه التجاري، ولكنهم رفضوا!
3. هذه الوضعيّة جعلته يقوم بخزن شراءاته لدى مزوّديه! وأحد المزوّدين قام ببيع هذه البضائع لشخص آخر رغم تحصّله على ثمنها مسبّقا (أكثر من 300 الف دينار) وتحيّل عليه!
4. قام بتقديم قضيّة ضدّ المزوّد ورغم كلّ الاثباتات والقرائن مازالت القضيّة تراوح مكانها والمزوّد مازال حرّا طليقا!
5. تحصِّل على حكم استعجالي لحجز بضائع المزوّد لدى الديوانة ولكن الديوانة رفضت تنفيذ الحكم!
6. بعض المزوّدين أصبحوا يرفضون البيع له (ولأمثاله) لأنّ هنالك شبكات وعصابات تقوم بالتصدير الوهمي (سأرجع لهذه المسألة في تدوينة أخرى) وتتمتّع بامتيازات التصدير ولكنها تبيع المنتوجات المعدّة للتصدير في السوق المحلية الموازية وتُحقّق من وراء ذلك أرباحا طائلة!
خلاصة الحديث، إلّي عدّاه في المشي والجيّ على الديوانة والولاية والمعتمدية والبلديّة ووزارة التجهيز وبقيّة الإدارات، تسبب في تعطيل مصالحه ونشاطه وفي إحباطه في دولة ترفع شعار دفع الاستثمار وأولويّة التصدير!
هذا غيض من فيض، وهنالك آلاف الشباب الذين يعانون مثله من الفساد والبيرقراطية والإبتزاز والتعطيل!
فرجاءً يا سي #يوسفالشّاهد ما عادش تحكيلنا على محاربة الفساد وعلى تشجيع الإستثمار وعلى دعم التصدير، فالشعارات التي ترفعونها لا وجود لها على أرض الواقع وهنالك بون شاسع بين الخطاب الرسمي والواقع الأليم!
#خيبةالدولة
#سياسةالإحباط
#مانيشمسامح

Exit mobile version