الدردوري والملفات المغدورة والبرلمان أطرش في الزفة

محمد بن رجب
انا لا ادري شيئا عن صحة كلام الدردوري او كذبه.
لكن تخصيص حصة الاستماع اليه في البرلمان لم افهم لماذا. وباي حق واين النيابة العمومية ؟!
ولماذا لم يدل بما جمعه من فضائح امام حاكم تحقيق؟!
وهل هناك من منعه من ابلاغ حاكم التحقيق من المعلومات الخطرة التي لديه؟..
وماذا سيحدث بعد ان استمع اليه البرلمان؟… ام ان التوافق بين النداء والنهضة يشمل اتفاق التغطية. انت تغطي عليّ وانا اغطي عليك.. ولا ملاحقة…
وبما ان حصص الاستماع في البرلمان ممكنة قانونيا فلا بد من ان يتم الغاء هيئة الحقيقة والكرامة.. وهيئة مكافحة الفساد التي تاكل المليارات والنتيجة قد تكون واحدة.. لا عقاب ولا ملاحقة.
واسال جماعة البرلمان..:
لماذا لم تخصصوا حصص استماع الى الهيئات الوطنية عن الفساد منذ هيئة الراحل عبد الفتاح عمر وما حدث له اثر الانتهاء من الكتاب الاول فقد توفي فجاة قبل الانطلاق في تحرير الكتاب الثاني اعتمادا على ثمانية وعشرين الف ملف فساد ؟!
ولماذا لم يتم الاستماع الى جماعة المصادرة وما جرى للاملاك المصادرة من فساد جديد وفق الظروف الجديدة؟..
ولماذا لم يتم الاستماع الى هيئة شوقي الطبيب للبحث في الاف الملفات وهي لا تقدر على البحث الا في بضعة عشرات ؟!..
ولماذا لم تبحثوا في صدقية او كذب الكتاب الاسود للمنصف للمزوقي ؟!
ولماذا لم تستمعوا الى حقيقة ادارة الابحاث الديوانية التي تعرف ان هناك الاف المليارات الضائعة عن الدولة بسبب الفساد الذي ينخر الديوانة وظهور اثرياء الديوانة مثل سمير العبدللي والسيد الشنوفي وغيرهما من الذين اصبحوا اصحاب مليارات ثقيلة…
تونس لا تعرف شيئا عن اكثر من الف مليار حصل عليها من البنوك جماعة صغيرة من المفسدين.. ولا احد طالبهم منذ عهد بن علي لاسترجاعها.
وتونس كلها تريد ان تعرف ماذا فعلت وزارة سمير ديلو في عهد الترويكا ومن منعها في اداء مهامها.. وما اذا كان الوزير بريئا عند اداء مهامه.. وطبعا انا على يقين ان المواطن يريد ان يعرف هل ان وزارة عبد الرحمان الادغم قامت بدور ما في محاربة الفساد…
والمواطن يريد ان يعرف مصير كل المفسدين الذين تعرفت عليهم الهيئات الوطنية.. واسماؤهم مدرجة في الملفات المنشورة..
والمواطن يرغب في التعرف على رجال الاعمال الذين لم يدفعوا الضرائب منذ عهد بن علي.. قدرها واحد من وزراء المالية السابقين باكثر من نصف ميزانية الدولة ولا واحدة من حكومات «الثورة» خاطبهم او ضغط عليهم ليدفعوا ما عليهم.
ذاك ايضا يريد المواطن الاطلاع عليه لعله يفهم من يحرك من.. ومن يعبث بماذا..
لقد تدمرت البلاد في كل المجالات… وخاصة اخلاقيا.. ومع ذلك فلا عمل لكم الا الكذب المفضوح والخطب الفارغة والتعامل العلني مع الفاسدين…