إلى بنات جنسي إسمحن لي اليوم فقط بتكريمه، ولنا غدا موعد جديد…
فلنبدأ بأقربهم للقلب وأعظمهم في حياة كل منّا… #الأب..
ذلك العظيم قليل الكلام كثير الأفعال التي لا يلقى عليها في معظم الأحيان لا جزاء ولا شكورا، ذلك الذي يضحّي في صمت بالكثير من وقته وصحّته ليوفر الطلبات بدءا بالضروريات ووصولا الى تلك التفاصيل التي يسعى لتحقيقها ليس اقتناعا منه بأهميتها ولكن لإدخال السّرور على زوجة تتذمّر من تقصيره معها وأبناء رأوا أشياء تلمع عند غيرهم فاشتهوا هم أيضا بريقها… ذلك الأب الذي يحاول في البيت فرض هيمنته وإعلاء صوته وهو في المقابل يتحمل الإذلال والقهر في عمله ومجبور على ذلك ليحفظ لأطفاله كرامتهم ولو على حسابه… فكم من قائل لو كان الأمر بيدي لرحلت.. ذلك المجاهد في صمت الذي يتعب نفسه بأعمال إضافية لأن ما يقبضه كل شهر لا يكفي نصف مستلزماته، ذلك الذي يخجل من قول لا رغم انه لا يرى في الأفق سبيلا لقول نعم ! ذلك الذي ابتعد عن أصدقائه و هواياته لأن وقته لا يسمح لكل هذا.. ذلك الذي قرّر أن لا يعيش لنفسه وان يكون للجميع الأولوية قبله…
ذلك الأب هو ذاته ذلك #الزوج الذي يتحمل تعليقات زوجته التي تلومه على غيابه معظم الوقت ونسيانه لعيد ميلادها وعودته سيء المزاج أخر النهار في حين أنها تشتاق مزاحه ورفقته… فكيف له أن يخبرها انه أمضى كل يومه يعاني من أجلها هي وأطفالها… لن يبدو مقنعا !!
ذلك الرجل الذي رأيته يجرّ أمامه كرسيّ زوجته المقعدة وهو يمازحها ليخفف عنها وطأة المرض والحرج من كونها أصبحت عالة عليه… ذلك الزوج الذي لا يرى حرجا من ان يغسل المواعين ويكنس البيت رغم تعبه ورغم قدرته على تجاهل ذلك، هو لا يهتم لنظافة الأرضية أو بريقها ولكنه يريد اسعادها بأي طريقة…
ذلك الزوج الذي لم يعد يذكر أخر مرة اشترى فيها سروالا جديدا أو قميصا فاخرا أو حتى يذكر قياس ملابسه وقد بهت لون ثيابه وتغير شكلها ليقول مازحا أحس وكأنها جديدة بعد أن تغيرت !! ومع ذلك هو لا يفوت مناسبة أو فرصة ليشتري لهم الجديد والجميل وكم تفرحه بهجتهم وهم يتباهون أمامه بجمالهم وأناقتهم…
فلأختم بتكريم ذلك #الابن البارّ الذي رأيته يتحمل الشتم واللعن من أب قاس يُغلظ له القول مهما حاول إرضاءه وتلبية طلباته ليذكره في كل مرة انه ابن فاشل..
ذلك الإبن البارّ الذي يعتني بوالدته المصابة بالزهايمر يدللها ويمشط شعرها ويحضر لها الطعام مرة أخرى بعد أن نسيت أنها أكلته وتسأله في كل مرة من أنت؟ لما تأخرت؟ لقد خرجت وتركتني جائعة ككل مرة!…
كثيرة هي الأمثلة التي لا يتحدث عنها أحد كثيرون هم الرجال البسطاء في المظهر والعظماء في تفكيرهم وأخلاقهم…
حاولن دوما ان تبحثن عن الجميل فيهم وتلتمسن لهم العذر..
وغدا سنعود للحديث عن مصائبهم ههههه
#اليومالعالميللرجل