كمال الشارني
من المؤسف أن تختفي صحيفة أيا كانت سخافة محتواها، لكن الأكثر إثارة للأسف هو الكذب حول أسباب اختفائها، واتهام ثمن الورق أو انصراف الناس إلى الانترنيت، لن تندثر ثقافة الورق من العالم، على الأقل في الوقت القريب.
وأيا كانت الحال، لن يضيع العمل الجيد، بعض الكتب الجميلة تباع بملايين النسخ الورقية وتعاد في طبعات متعددة وتترجم إلى لغات كثيرة، والصحف الورقية الجيدة ما تزال تحافظ على قدرتها في القيام بمهمتها العظيمة في هذا العالم المليء بالمفاجآت: “إعطاء معنى لما يحدث”، ما يندثر في تونس هو الغباء والجهل وانتحال مهنة الصحافة ومختلف مهن الكتابة، ما يفشل في تونس هي الطحالب الفكرية والطفيليات الكتابية، وتلك الصورة البائسة لطباعة 500 نسخة من حكاية لا تساوي ثمن الورق، وبيعها لوزارة الثقافة أو في الحانات، بالمناسبة، أنا ضد أي شكل من أشكال دعم الدولة للكتاب أو الصحف من أموال الشعب، العمل الأدبي الجيد يدافع عن نفسه بنفسه، حتى ينشأ جيل من الكتاب الحقيقيين.