أوبيرا الصابون التركية لتزييف الوعي العام
كمال الشارني
رغم أني لا أثق بمؤسسة حسن الزرقوني لسبر الآراء أو قيسها، فإني أصدقها في خصوص اهتمام نسبة كبيرة من التونسيين بقناة نسمة وبالمسلسلات التركية متاع “مآسي الأميرات الجميلات والدموع”، نحن نسميها في باب خيبة الإعلام “faute de mieux”، لم ينتج الإعلام التونسي بديلا يستحق الإهتمام.
أتحسر على حلمي في أن أرى أن أول برنامج تلفزي مثير لاهتمام التونسيين هو عمل درامي تونسي أو وسلسلة وثائقية حول تاريخ تونس الحديث، حالة انفصام الشخصية التونسية والعربية عموما في الانصراف عن القضايا الحقيقية والتركيز على ما يسميه نقاد التلفزيون الأمريكي في الثلاثينات من القرن الماضي “soap opera”، قصص الحب السطحية الساذجة التي أضفنا إليها الماليخوليا العربية التركية التاريخية ملونة بمآسي مؤامرات القصور والأمراء والجواري، نهاجم القلوب التركية البيضاء وندعم توريد المسلسلات البائسة لتزييف الوعي العام بالعملة الصعبة، لماذا لا ترفع الدولة نسبة الضرائب الموظفة على المسلسلات ؟
في جيلي، انتهينا من تلك الدراما السخيفة مع كتاب “الانقلاب العثماني”، للكاتب جورجي زيدان، ما أسخف أن نعود إلى الوراء، لكن، ماذا لو توسلنا إلى الأتراك لإنتاج رواية “فتاة القيروان” مثلا، للكاتب جورجي زيدان بدل توريد المسلسلات التركية ؟