أحمد الغيلوفي
نحن ازاء موقفين طُفُوليين ولكنهما متناقضان:
1. موقف يتصور التاريخ على انه طبَاخ للوجبات السريعة، ولما تَعثَرت الثورة طفق يسخر منها ويشكك فيها. هذا الرهط الصبياني هو ليس فقط عجولا وانما ايضا جاهلا بطبيعة التحولات التاريخيه: انها مسار طويل ومرير: يموت فيه نظام قديم باوساخه وعقليته وقصصه التي كان يستند اليها، وتولد قيم جديدة.
2. موقف يتصور التاريخ كحمار حرُون: لا يتقدم ولا يتأخر، لذلك يرى ان النظام القديم سرمدي وثابت، ومن “الفطنة” ان يصطف معه.
اظن ان التاريخ يسخر من هؤلاء لانه ليس طباخا للعجة ولا حمارا حرونا: هناك روح جديدة للعصر والتونسي بعد 17 ليس هو قبلها وهذا يكفي لجعل اي اعادة للممارسات القديمة امرا عبثيا.