زهير إسماعيل
العملاء حِلْيُهم مُستعار مهما تجمّلوا وانتفشوا خيلاءَ، فلابد من لحظة تظهر فيها حقيقتهم، فيرتدّون إلى أرذل المنازل.
الصنيعة ذليل بينه وبين نفسه وإن أخفى، لذلك هو دائما تحت ضغط لحظة آتية لا ريب فيها، هي لحظة الانكشاف الكبير والفضيحة المدوّية.
ذل سعد الحريري، من خلال ظهوره، يلخّص ذل ممالك القطران التاريخي أمام الرجل الأبيض، وهو ذلّ مدفوع الثمن من حرية الشعوب ونفطها وسيادتها… يا للخسران المبين. ولا أظنّه حتّى حينما يعود إلى لبنان يغيّر رأيه.
ذلّ سعد، سبقه ذلّ “حزبه” الذي لم يستطع أن يقول كلمة واحدة عن “رئيسه المعتقل”، من قبل أل سعود. بل ولم يكن بإمكانه ألاّ يشكر “السجّان”، وألاّ يعبر له عن سخطه عما يتعرّض له من استهداف.
حزب المستقبل، هذا الماخور السياسي، ادّخر كلّ “شجاعته السياسية” للتذكير بدور إيران الخطير في المنطقة.
ملاّ قرودة… أمّاسيخ… لعنة الله عليهم ما بقي القمران.
هذا النمط من الزعامات هو ما تريد هذه الممالك استنساخه في بلادنا…
العمالة درجات، منها المفقد للهمّة الذاهب بالآدميّة، ومنها السالب للإرادة الجالب لفضيلة قول الحق ولو كان مرّا… ولكن في النهاية كلها عمالة.
الإرادة والحريّة نعمتان مغبون من سُلِبَهُما تحت أيّ عنوان.. وليس أنبل وليس أشرف من رأي يدفع به المرء إيمانا وقناعة. وليس أحطّ من رأي مدفوع الثمن.
كنّا نكتب عن “الدولة” والحذر من سلطانها وقدرتها على الإخضاع وخطورة ما تنسجه من علاقات عمودية مؤسسة للاغتراب، حتّى حينما كنّا منها… هذا على المستوى الوطني، فإذا بنا نرتدّ إلى وجود ولاء لـ”دول” من وراء البحار…
تَعِس عبدُ الدرهم.. تَعِس عبدُ الدينار.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.