سؤال ينطلق من ابتسامة، من جعل من إيران قوة فاعلة ؟!
محمد بن رجب
شبح الحرب قائم..
اعجبني الصحفي الصديق محرز العماري اذ بعث ببرقية تهنئة رسمية الى الشعب الفرنسي لعودة رئيسه ماكرون الى بلاده من العاصمة السعودية سالما معافى… ولم يتم حجزه هناك… واضيف.. ولم يكن مضطرا للاستقالة من تلفزيون حكومي تابع للرياض…
هي برقية للهزل.. والاضحاك… هذا صحيح..
لكنها اكثر من طريفة اذا ما عرفنا ان استقالة رئيس الحكومة اللبنانية من الرياض هي سابقة لم تحدث في التاريخ على الاطلاق.. وها ان اسبوعا مر الان.. ولا احد فهم ما حدث..
وكيف تمت الاستقالة وفي اية ظروف!!؟…
وهل يعقل ما جرى…؟
وهل العقل السياسي العالمي يقبل ما حدث ؟
وما هي القوة الفاعلة التي تجعل نظام ال سعود قادرا على اجبار رئيس دولة على الاستقالة عن بعد اي خارج وطنه بما يمكن ان يطلق ازمة كبيرة خانقة في لبنان يمكن ان تؤدي الى حرب اهلية طاحنة تتدخل فيها اسرائيل لضرب حزب الله..!!؟؟
ولذا لا بد من ان يكون سعد الحريري ذو الجنسيتين السعودية واللبنانية هو العنصر الفاعل لارباك لبنان بما يخلق ازمة كبيرة هي بداية لاجبار حزب الله على التصرف بعنف فتكون الحرب التي ستكون ذريعة لاسرائيل للتدخل بعنف اكبر بدعوى حماية حدودها…
ذلك ما يراه الكثير من المتابعين اثر اعلان استقالة الحريري.
وهو ما يقوله الكثير من الباحثين والملاحظين اذ يؤكدون ان هناك حلفا يخطط لضرب حزب الله وانهائه ان لزم الامر.. لاضعاف نفوذ ايران في لبنان.. والعمل على كسر الهلال الشيعي الذي يخيف السعودية ويربك اسرائيل ويقلق امريكا وهذا الهلال يضم ايران والعراق وسوريا ولبنان واليمن.. وهو ما لا يرضي السعودية ولا يسعد امريكا… ويتعب اسرائيل.. ولذلك انطلقت الحرب على الحلقة الاضعف وهي اليمن العربي الفقير بدعوى ان ايران تساعد احدى ميليشياته الضخمة التي تضم الحوثيين على اساس انهم ينتمون بشكل او باخر للشيعة…
وانا اعتقد انه من صدق التاريخ ان امريكا هي التي اعطت قوة عظيمة لايران لما دمرت العراق مع ثلاثين دولة مساندة لها وفي مقدمتها دول الخليج قاطبة… وتدمير العراق هو الذي فتح الابواب على مصراعيها لايران لتصبح «الفاتق الناطق» بالعراق.. ولا احد يقدر اليوم على اخراحها من العراق الذي كان يستعصي على ايران حتى التجسس فيها في عهد صدام حسين..
ولما تقرر اسقاط النظام الحاكم في سوريا هل هناك من فكر لحظة ان ايران ستغتنم المناسبة وترتمي في عمق سوريا… وفعلا هي الان في عمق سوريا التي دمرتها الحرب الطاحنة والقاتلة التي مات فيها حوالي اربعمائة الف سوري والتي ضيعت اكثر من ستة ملايين مواطن هم اليوم لاجئين في عدة دول وجلها اروبية وهو من سخف الاقدار التي جعلت رئيسة الحكومة الالمانية تدعو الدول الخليجية الى القيام بواجبها واستقبال لاجئين هم من جلدتهم.. ولا حراك طبعا..
اذن من استقدم الايرانيين للسيطرة على العراق.. والتصرف في المقدرات السورية..؟!…
اليست امريكا وحلفاؤها في المنطقة..؟
ومن ساعد ايران على بناء الهلال الشيعي ؟
اليست امريكا وكل من ساعد على ضرب العراق واغتيال صدام حسين الذي كان جدار الصد لايران… والرجل الذي وقف ضد طموحاتها التوسعية الاقتصادية من خلال التاثير الديني اذ هي دولة دينية مائة بالمائة…
فكيف اليوم يتم التخطيط لتدمير ايران التي اتى بها المخططون انفسهم.. ومن هنا تجد ايران اليوم حضورا شعبيا ودعما من الكثير من السياسيين واهل المجتمع المدني قي جل البلدان العربية…