سيناريو الحرب بين السعودية وإيران
عز الدين عبد المولى
مذبحة الأمراء ليست تفاصيل وابن سلمان لن يحارب إيران يا عبد الباري
قرأت تحليلا لعبد الباري عطوان ينصحنا فيه بعدم التوقف عند ما يجري داخل السعودية من إيقافات للأمراء والوزراء وأصحاب رؤوس الأموال.. فتلك حسب رأيه تفاصيل صغيرة وعلينا أن ننتظر الكارثة التي ستحل بالمنطقة جراء الحرب القادمة بين السعودية وإيران وحلفائهما..
احتمال الحرب وارد خاصة مع الدفع الإسرائيلي المحموم باتجاهه ولكنه مستبعد حسب رأيي وتحديدا بسبب ما يجري داخل المملكة هذه الأيام.. فمذبحة الأمراء كما سميت ليست تفصيلا وإنما هي مفصل أساسي في سياسة ولي العهد الماضي حثيثا نحو الحكم مهما كان الثمن الذي سيدفعه من تماسك العائلة واستقرار النظام وأمن البلاد والمنطقة.. المواجهة العسكرية مع إيران مستبعدة ليس فقط بسبب موازين القوى التي يعرفها السعوديون قبل غيرهم ويدركون جيدا أن القوة لا تكمن في تكديس السلاح الأمريكي حتى وإن كان من أحدث ما أنتجت الصناعة العسكرية الأمريكية.. مواجهة إيران الآن مستبعدة لأن من ينوي المواجهة عليه أن يقوم بترميم جبهته الداخلية لا أن يبدأ بتفكيكها وتقويض أسسها التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.. من ينوي مواجهة إيران عليه أن يضع حدا لمآزقه الإستراتيجية في المنطقة ويوقف نزيف قوته المتواضعة المبددة في أزمات إقليمية مثل سوريا واليمن لا أن يختلق المزيد من الأزمات مثل يا يجري مع قطر أو ما سيجري في ولبنان.. من ينوي مواجهة إيران عليه أن يصنع قراره في عاصمته لا في واشنطن أو تل أبيب أو أبو ظبي.. أما إذا تطورت الأمور في الاتجاه الذي يرسمه عبد الباري عطوان، لا قدر الله، فسيكون السيناريو الثاني هو الأرجح وسيكون سلمان آخر الملوك.