الأمين البوعزيزي
ثلاثة عقود مرت على ذكرى 7 نوفمبر 1987. ذات فجر وعلى شاكلة الانقلابات الفاشية المتقومجة انقض أحد جنرالات بورقيبة على سيده ومولاه.
انقلاب قطع الطريق على تضحيات المعارضة الديمقراطية والمعارضات الشمولية…
انقلاب من خارج ترتيبات “الحزب الإشتراكي الدستوري” الذي كف أن يكون حاكما وتحول إلى حزب الحاكم منذ منتصف سبعينات القرن الماضي لما أعلن بورقيبة نفسه رئيسا مدى الحياة استكمالا لمخطط إفراغ دستور 1959 من كل مضامينه بتأميم التعددية الحزبية وتأميم المنظمات الوطنية الكبرى (إتحاد الفلاحين والاتحاد النسائي واتحاد العمال واتحاد الطلبة).
انقلاب مصحوب ببيان تبشيري انخدع به أغلب الطيف السياسي وعجزت جثة الحزب الإشتراكي الدستوري عن لجمه؛ إذ سرعان ما تغير نباح منتسبيه من ترتيل مدائح “يا سيد الأسياد يا حبيبي بورقيبة الغالي” إلى الله أحد، ألله أحد، بنعلي ما كيفو حد”… ومن هذيان “المجاهد الأكبر” و”قائد الجهادين” كما كان يسميه عبدته إلى ثرثرة “صانع التغيير” و”المعلم”.
إنقضاض على السلطة من خارج المعارضة؛ ومن خارج حزب الحاكم؛ ومن خارج ثورة شعبية؛ لا يمكن أن يكون إلا فاشيا مهما رتل من ثورجيات “لا ظلم بعد اليوم” و”لا رئاسة مدى الحياة” أو “الله أكبر ” أو “القدس الشريف”… كل الانقلابات التهمت السياسة والتهمت المجتمع واصابته بالهشاشة والنكوص الماضوي بإسم الدين أو الطائفة أو العرق أو القبيلة.
تمكن بنعلي من شل وتحطيم كل أدوات السياسة وقيادة تغيير الواقع وقيادة ثورة؛ لكنه لم يستطع منع الشعب المضطهد المذلول المستباح من الثورة رفضا لدولة اللصوص البوليسية.
كان 17 ديسمبر 2010 شرارة زمن المواطنين العرب… وهاهم سبع سنوات والشعب العربي يقارع تحالف الطغاة والغزاة وأدواتهم الحثالات البغاة…
أبدا لن يقف أبدا لن يقهر زمن المواطنين العرب… فهاهي قلاع الأعراب النفطيين الذين ضخوا المليارات لقبر الثورات تتآكل…
————— مازال الألم والمعاناة والتضحيات… إنها معركة تقرير مصير أمة مضطهدة مستباحة وميلاد أمة من المواطنين… صبرا أيها المقاومون إن موعدكم النصر من موريتانيا إلى الشام والعراق… مهما عظمت التضحيات. فقد ولى زمن الانقلابات الفاشية الجبانة…
هذا زمن:
#الشعب_يريد_اسقاط_نظام_الاذلال_والاستباحة.