أيام قرطاج السينمائية انتصاب عشوائي على زربية حمراء
عايدة بن كريّم
المفروض لمّا دولة حالتها تعابة وميزانيتها تشكي لربّي وإقتصادها على حافة الإفلاس… لمّا تصرف ثلاثة مليارات على أيام قرطاج السينمائية تنتظر أن تجني في القطاعات الأخرى (السياحة والنقل والصناعات التقليدية وصناعة السينما والمسرح…) عشرات المليارات… والمفروض تعمل ما بوسعها لتسدّ ثغرة من ثغرات البطالة بخلق فضاءات لتنشيط الشباب العاطل عن العمل وتمكينه من فرص للتشبيك مع مؤسّسات في بلدان متقدّمة في مجال السينما وكتابة السيناريو والمسرح…
فلسفة المهرجانات في جميع بلدان العالم: دعم السياحة البديلة والتعريف بالمنتوج المحلّي وخلق حركية اقتصادية وثقافية. طبعا هذا إلى جانب تشجيع حرية التعبير والإبداع وتحفيز المبدعين الشبان على الإنتاج والانتشار محليا ودوليا…
في تونس فلسفة المهرجانات: دعم جيوب مشايخ المُقاولين “المثقّفين” وتشجيع كبار السماسرة “المنتجين” وخلق حركية بين حانات نهج ابن خلدون وغرف النزل 5 نجوم.
وزارة الثقافة مصنع يُنتج الإبداع متاع صبعين تلحق الطين.
دولة تأخذ الضرائب من عند المواطنين إلّي يشتغلوا بالليل والنهار وتنقّص من دعم الماء والدواء وتقصّ الضوء على أبناء البلد وتقترض وترتهن لسدّ الخلل في ميزانها التجاري… وفي المقابل تعطي الدعم غير المشروط (بالمردودية) لكمشة “فنيانة” في النهار راقدين وفي الليل يتمعّشوا من المال العمومي وقال شنو “فنّانين” و”مُبدعين”… هذه دولة “بغلة” وتمشي على وذنيها.
انتصاب عشوائي على زربية حمراء… وقال شنو مهرجان وسينما وإبداع وبلا بلا بلا.