كمال الشارني
ليس لي مشكل في العودة إلى ما قبل الدولة
الدولة تحتكر السلطة والعنف والقوة العامة وتطبيق القانون، لكن الدولة الآن بصدد الاستثمار في صناعة المواطن الرِّمز (بكسر الراء)، النذل، الذي لا يحشم هو الذي ينجح ويتقدم ويقضي حوائجه.
• ذلك المواطن الذي لا يحس بالتعرق خجلا حين يتجاوز صف المنتظرين لكي يصل مباشرة إلى نافذة الخدمات فيقبله الموظف،
• ذلك الذي يقود سيارته في الاتجاه المعاكس ولا يكلمه البوليسية،
• ذلك الذي يوقف سيارته في قلب الطريق لقضاء شؤونه الخاصة ثم يخرج إصبعه الأوسط لمن يحتج وراءه لاعتقاده أنه لن يحدث له شيء،
• ذلك الذي يستولي على الملك العام عيني عينك ولا يكلمه أحد لأنه واصل في حزب سياسي،
• ذلك الذي يقترف خمسين عملية سلب وسطو ولا يتم القبض عليه إلا صدفة في حملة أمنية عامة،
• ذلك الذي قلب بنكا عموميا في عدة مليارات ولا أحد يقول له “احشم”.
الدولة حين تتراخى في تطبيق القانون، أو لا تطبقه إلا على الضعفاء أو في المناسبات، هي دولة تستثمر في المواطن الِّرمز النذل وتسعى لخرابها بنفسها، ليس لي مشكل مع العودة إلى حالة ما قبل الدولة، فقط، ليس هناك مبرر لأن أدفع ضرائبي لدولة تستثمر في النذالة المواطنية.
عن الإستثمار العمومي في النذالة

كمال الشارني