زياد الغربي، سعيد الجزيري، الإسلام الزيتوني…

رشدي بوعزيز
الشاب الذي قتل الأمني بباردو لم يكن ليقوم بعمليته الإرهابية لو كان من مستمعي إذاعة القرآن الكريم لصاحبها الشيخ سعيد الجزيري.
الهايكا تقوم هذا الأسبوع بحجز معدات الإذاعة وحرمان مستمعيها الكثيرين المتعطشين لسماع صوت من أصوات الإسلام الزيتوني المستنير ومن أهم الأصوات التي تلقح الناس ضد الغلو والتشدد والتطرف وتثقفهم دينيا.
هناك تونسيون لهم مشكل وجودي وعدائي مع كل ما يمت للإسلام ولو بغرام صلة، هكذا بدون ادنى محاولة للإنصات أو الاستماع إليه، وهم موجودون للأسف الشديد في أهم مفاصل الدولة ويسيطرون على أهم وسائل الإعلام ولا يدخرون جهدا في جعل نار “حرب الهوية” والتجاذبات الإيديولوجية مستعرة.
غياب قيم ومبادئ الإسلام الزيتوني المستنير عن الأسرة والإعلام والمناهج التربوية أنتج شعبا منفصم الشخصية: شعب مسلم ولكن لا ترى الإسلام في ذهنه وقوله وفعله، وأنتج هوة كبيرة بين من يريد دورا أكبر للإسلام في المجتمع ومن يريد حصره في المساجد وفي قلوب العباد.
هذه الشخصية المنفصمة وهذه الهوة الكبيرة هي من أهم العوامل التي جعلت الثورة تتقدم بخطى متعثرة وبطيئة، وطالما لم يقع وضعها على الطاولة وحلحلتها بطريقة علمية وصادقة وشفافة، فسيتواصل مسلسل دمغجة الشباب والإلقاء به في محرقة الإرهاب.
* زياد الغربي الارهابي منفذ عملية باردو

Exit mobile version