الإرهاب إرهابان
عبد اللطيف علوي
إرهاب يضرب، وإرهاب يوظّف ويبتزّ ويستثمر ويستعجل جني الثّمرات.
إرهاب الفاعل، وإرهاب المستفيد.
كلّما وقعت عمليّة إرهابية في هذا البلد، تطلّ رؤوس الوطاويط قبل أن تجفّ الدّماء وتظلّ تنعق علينا صباحا مساء، كأنّها تديننا نحن وتتّهمنا وتحمّلنا المسؤوليّة.
كأنّنا مسؤولون شخصيّا جميعا بأسمائنا وبأوصافنا عن كلّ عمل إرهابيّ يحدث حتّى ولو كان فيه تقصير أمنيّ مبين.
كلّ قطاع وكلّ حزب وكلّ عائلة تسارع إلى تبنّي ذلك الشّهيد كأنّه أصل تجاريّ خاصّ تتصرّف فيه بالبيع والشّراء والرّهن والتّفويت.
أيّها المرجفون، شهيد الأمن الوطنيّ أو شهيد الجيش الوطني أو الشّهيد المدنيّ، كلّهم شهداء تونس بأكملها، وليسوا شهداءكم بصفة حصريّة…
الشّهيد هو شهيد أمّه الّتي أرضعته دمها وأطعمته لحمها، وشهيد أخته وحبيبته وزوجته وصديقه وجاره ورفاقه وأحبته وشركائه في الماء والهواء والسّماء على طول الأرض الحزينة، الأرض الّتي ترك عليها عرقه وظلّه ودموعه وأشواقه وضحكاته…
العنوا أنفسكم واخرسوا واستحوا، يا من تنتظرون كلّ مأتم وكلّ مأساة وكلّ معزى كي تسحبوا علينا مسدّساتكم وتضعوها في رؤوسنا وتطلبوا منّا الإمضاء على إدانتنا لأنفسنا…
دعوا وطني يتنفّس..
دعوه يحزن ويبكي شهداءه..
احترموا أحزانه، واختاروا لعهركم أيّاما غير هذه.
#عبد_اللطيف_علوي