عن حماية الشرطة من المواطن
كمال الشارني
حادثة باردو على شناعتها، ليست مبررا للتخلي عن المبادئ الإنسانية العليا للعيش المشترك، من يريد أن يرد الفعل على طريقة الإرهابيين فهو مثلهم، من يدعو للانتقام الجماعي وإلغاء دور القضاء، عليه أن يبدأ بهدم الدولة أولا، حتى يكون واضحا مع نفسه ومعنا، ويكون الإرهابيون قد حققوا هدفهم الأساسي: دفعنا إلى التوحش.
بالنسبة لأنصار ذلك المسمار القديم الذي اسمه “قانون زجر الاعتداء على الأمنيين”، من المهم التذكير بأن أعوان الأمن في النظام الجمهوري ليسوا بحاجة إلى العواطف الجياشة ولا إلى رسائل الحب أو قوانين خاصة تضعهم فوق المساءلة، بل إلى توفير ظروف ووسائل العمل واحترام حقوقهم الاجتماعية والمهنية المنصوص عليها في قانون الشغل، ومن المهم التذكير أيضا أن أعوان الأمن ليسوا أعضاء كشافة، بل تم تدريبهم على القتال والقتل إن لزم الأمر، العقيدة الأمنية أثناء التدريب تقوم على الفداء، تقديم التضحية باسم حماية اليتيم والأرملة والمواطن، ومنذ أن ظهرت الشرطة والقوة العامة في تاريخ البشرية، كان هناك دائما هاجس حماية المواطن من تعسف سلطة الدولة، وهذه أول مرة نسمع فيها بفكرة حماية قوة الشرطة من المواطن.