بشير العبيدي
#أقولها_وأمضي
أحداث ثلاثة توالت الأيام الأخيرة في تونس، وأجد بينها خيطا رابطا مقلقا :
• عملية سطو على حفل زواج حوّل الفرحة إلى نكبة عائلية، وشارك في العملية خمسون مجرما،
• إقالة والي تونس السيد عمر منصور في ساعة متأخرة من الليل، وهو من الرجال القلائل المشهود لهم ببذل الوسع في تنظيف العاصمة ومحاربة الفوضى داخلها،
• منع جمعية من ممارسة حقها الدستوري في النشاط، بتعلة واهية هي أن غزالة نفساء خافوا عليها من أن تروّعها جمعية دينية…
أريد أن أقول لأهلنا في تونس، هذه أحداث تبدو متفرقة لكنها تجتمع في عنقود واحد: جعل البلاد التونسية بلادا فاشلة.
الأيادي الآثمة هي التي تضغط هنا وهنا، من أجل تكريه الناس وتبغيض الحرية وجعل التونسيين يتمنون عودة الاستبداد والقهر، وحينها ينقض المجرمون مستعينين بأموال خليجية متصهينة، للقضاء على فكرة “إذا الشعب أراد الحياة” من أصلها، ومحوها من بلاد العرب، وهذا هو لب العمل العربي المتصهين الذي تواصل دون انقطاع منذ ست سنوات إلى اليوم، في جميع البلاد العربية، بلافتات مختلفة.
هذه الديمقراطية التونسية اليتيمة الهشة في وطن عربي مستباح للطغاة والغلاة والغزاة، إن الدولة العميقة الفاسدة المجرمة هي أفعى في جحور وحجور التونسيين، إن أدخلوا أصابعهم لتحسس الجحور لسعتهم، وإن حاولوا النهوض لدغتهم، ألا وإن الأفاعي النوفمبرية بصدد التحرّك، ولا يكفي قصّ الذيل.
إن على الحكومة والرئاسة ومؤسسات الدولة أن تحمي الدستور وخيار الشعب التونسي الحرّ قبل فوات الأوان.
وإنني أطالب الحكومة بالتحقيق الجاد في السطو على فرح عائلة بريئة، وأطالبها بحماية حق كل جمعية أن تمارس نشاطها بكل حرية، وأطالبها بإعادة والي تونس السيد عمر منصور إلى منصبه أو إعطائه صلاحيات جديدة لكي لا نخسر كفاءة عالية في سبيل إرضاء الأفاعي المسمومة التي تريد أن تسرق من التونسيين إنجازهم التاريخي المتفرد.
لا يمكن مكافحة الأفاعي بريش النعام.
تونس : من سطو السياسة… إلى سياسة السطو

بشير العبيدي