الصين: إيديولوجيا نحل لا يرقص
عبد الرزاق الحاج مسعود
يرقص النحل مرتين: مرة يوم زفاف الملكة رغم نزيف الذكر وموته بعد انتهائه من عملية التلقيح،
ومرة ليدلّ بعضه على اتجاه الزهر،
لكن الصين تزدهر.. ولا ترقص،
بل أنها حتى لا تضحك،
ولا تجرؤ وجوه المؤتمرين الـ 2300 في أزيائهم العسكرية على الابتسام،
تكفي ابتسامة الشمع التي يفتتح بها الرئيس مؤتمر الحزب لتعبّر عن فرح الجميع الصامت،
ثم يسجّل بلد المليار ونصف ببرود علمي اسم زعيمها الأوحد الجديد في الدستور،
وتستعدّ لمهمة كونية عظيمة: قيادة البشرية قاطبة باحتواء إرث الرأسمالية العالمية كلّه،
وتكوين جيش عظيم في أفق 2050 ليضبط أمن العالم.
كل ذلك بهدي من نظرية الزعيم الجديد: اشتراكية ذات خصوصية صينية توظف التطور الراسمالي وتدمج رأسمالييه في قيادة الحزب.
لم يجرؤ أحد على السؤال عن طبيعة الخصوصية الصينية: هل هي قومية أم ثقافية أم ماذا. فالحزب هناك لا يعقد مؤتمرات صحفية ولا يجيب على الأسئلة.
تزدهر الصين
ويتظاهر قادتها بكره الرقص وكره الرأسمالية
ولكن نهر الحياة يحفر تحت مقرّ الحزب الشيوعي وخلف وجوه الشمع العابسة.
في الصين شعر ينتبه للنهر:
هناك غيمة خفيفة
ورذاذ…
في الساحةِ المُظلمةِ
متعبا
أَفْتحُ البوابة
أَجْلسُ
وأَنْظرُ إلى لونِ الطحلب الأخضر
جاهزا لملابس الناس
-وانج وي-
احفظورا اسم “وانج وي” مثلا…
وانسوا اسم “شي جيبنغ”.