فرنسا تعاقب من ينكر الهلوكوست النّازي وتستقبل صانع الهلوكست المصري !!!

صالح التيزاوي
تفاخر فرنسا بأنّها صاحبة الثًورة التي حرّرت المجتمع الفرنسي وأروبا والغرب عموما من الإقطاع والحكم الملكي المطلق واستبداله بنظام جمهوري قائم على أساس: الحرّيّة والمساواة والإخاء. وأفضت ثورتها إلى قيم إنسانيًة خالدة لم تلبث أن أصبحت كونيّة. كما تفاخر فرنسا الكلونياليّة بعصر أنوارها الذي أثًثه كوكبة من الأدباء والفلاسفة أحدثوا تغييرات ليس في فرنسا وحدها وإنّما في الغرب عموما. وانسجاما مع هذا الميراث وانتصارا للإنسان وقيمه أصدرت فرنسا القوانين التي تجرّم العنصريّة وتجرّم من ينكر الهلوكوست النّازي أو حتّى يشكّك فيها. وهي لا تقبل حتّى مجرّد التّشكيك في أرقامها.
وقد كان الفيلسوف الفرنسي “روجي غارودي” حوكم بسبب ما كتب عن “الأساطير المؤسّسة للسّياسة الإسرائيليّة”، حيث اعتبر رقم “ستّة ملايين” من ضحايا المحرقة رقما مبالغا فيه.
كم هو جميل ورائع ان تنتصر الدّولة الكلونياليّة للإنسان:
فرنسا (الميثاق العالم لحقوق الإنسان) تواجه ماضيها الإستعماري ولكن دون أن تعتذر عنه. ولكن هل من المقبول أن تفتح مطارها وقصورها التي شهدت التّاسيس والتّوقيع على قيم إنسانيّة خالدة في وجه صانع الهلوكوست المصري؟
كيف تسمح فرنسا الدّيمقراطيًة لنفسها أن تستقبل على أراضيها من انقلب على الدّيمقراطيّة في بلاده وأعلن نفسه حاكما بأمره؟ كيف تقبل دولة الحرّيات والحكم المدني أن تستقبل حاكما عسكريًا أطاح بحكم مدني ومارس كل أنواع التّعذيب والقتل خارج القانون بحقّ شعبه ؟ أليس في ذلك خيانة للقيم الخالدة التي تدّعي الإنحياز لها ؟ جمهوريّة الإعلام الحرّ والقضاء المستقلّ تستقبل على أراضيها قائد الإنقلاب العسكري في مصر الذي أمّم الإعلام في بلاده وكمّم الأفواه، واطلق كلابه من مليشيات الإعلام يحرّضون علنا على قتل معارضي قائد الإنقلاب العسكري، أمّا قضاته فيصدرون أحكام الإعدام بالجملة لترويع الشعب وإرهاب المعارضين.

Exit mobile version