القرار السوري لم يعد للنظام ولا للمعارضة
أنور الغربي
انه ليس هينا على المرء أن يجلس ويستمع للأستاذ الكبير هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهو يتحدث عن أوضاع البلد الذي أصبح تحت سيطرة القوى الأجنبية من دول وجماعات ومليشيات أجنبية.
لا تجد ما تقوله لهذا الرجل الذي يبلغ من العمر 87 عاما وهو يجوب دول العالم ويتنقل بين المنظمات الأممية والحقوقية والانسانية للتعريف بالمجازر والجرائم المرتكبة ومد الجهات المعنية بتقارير محينة.
الأرقام التي يتحدث عنها الرجل وتِؤكدها المنظمات الأممية والحقوقية مرعبة يكفي ذكر بعض الأرقام:
• عدد القتلى والمفقودين ناهز المليون وعدد الجرحى والمصابين بمئات الألاف منهم ربع مليون معاق بسبب فقدان الأطراف.
• وصل عدد النازحين 9 مليون واللاجئين بحدود 4.5 مليون وما يؤلم أكثر أن حوالي 4 مليون طفل خارج منظومة التعليم.
• تم تدمير 75 بالمائة من البنية التحتية منهم 4500 مدرسة وتدمير 80 بالمائة من القطاع الصحي.
• حوالي 4 مليون بيت مدمر اضافة لأكثر من ألفي مسجد وبيت عبادة منهم عشرات الكنائس تم تدميرها.
وتدمع أعين الرجل وهو يتحدث عن الاغتصاب الممنهج داخل السجون.
ولا أجد ما أقول للرجل وهو يتحدث عن الذين يدعمون نظام بشار الأسد الذي أصبح يقوم بمهمة لدى الروس والأيرانيين ولا يمكنه حتى السيطرة على الجماعات والمليشيات المرتزقة كما يقول.
ما لم أستطع قوله للرجل هو أن الحل لم يعد بين أيادي سورية فلا النظام قادر على التواصل بعد كل هذه المجازر والمطالبات الدولية بالمحاسبة ولا المعارضة -بما في ذلك الائتلاف- لها القدرة على ايجاد بديل حقيقي. القرار السوري لم يعد سوريا ويجب التوجه للروس والأيرانيين والأمريكيين والأتراك ومطالبتهم بالتسريع بحل ينهي المعاناة وان كانت ضريبة ذلك عدم متابعة ومحاسبة من قتل الشعب ودمر الحضارة وأهان الجميع حكاما ومحكومين.