عبد القادر الونيسي
كثيرا ما كان الرفيق شكري بلعيد يردد منذ أيام الجامعة قائلا: سيصبح اليسار هو السلطة وهو المعارضة.
أقول “نم يا شكري” اليسار أصبح السلطة والمعارضة والتعليم والثقافة والإعلام والنقابة وحقوق الإنسان والمكتبة الوطنية وبيت الحكمة.
اليسار أصبح يقرر ماذا يقرأ التوانسة وماذا لا يقرؤون. يدير معارض الكتاب ولجنة إختيار الكتب.
شيوخ تونس الجدد في وسائل الإعلام: يوسف الصديق، ألفة بن يوسف، نائلة السليني، عبد المجيد الشرفي…
اليسار يا شكري يراقب الخطاب الديني ويعزل من يشاء من الأئمة والعلماء (عزل الدكتور لوصيف من المجلس الإسلامي الأعلى لإعتراضه على ضلالات يوسف الصديق).
قبل ذلك تمت إقالة أئمة تميزوا بخطاب معتدل ومحاربة التطرف في تمظهراته المختلفة (بشير بن حسن ورضا الجوادي وشهاب الدين تليش…).
اليسار يقرر في معلوم من الدين بالضرورة (لجنة بشرى بلحاج حميدة للتقرير في الميراث).
العدالة منا كذلك تقتضي إستثناء بعض وجوه اليسار الوطنية التي لا تعادي الهوية والعقيدة وهي مقصاة ومهمشة من أولئك الذين تقاسموا الأدوار واستولوا على مراكز القرار.
يا شكري اسمك في كل مكان في الشوارع في المدارس وفي دور الثقافة… ولا أحد يعرف من قتلك.
أكثر من مائة شهيد قتلتهم دولة الإستبداد وأسماؤهم لم تكتب حتى على زنڨه. منهم من تتمنى أمه دفن جثته المفقودة قبل موتها. ذنبهم لم يكونوا من الرفاق.
نم يا شكري تونس اليسار “حطها” في الجيب ويسخر من الأحزاب التي تسلي نفسها بإستطلاعات الزرڨوني.
نم يا شكري مادام الشعب نائما.