نضال السالمي
تقريبا 90 بالمئة ممّن يكتبون في السياسة لا علاقة لهم لا بالسّياسة ولا بالثورة ولا بالإصلاح ولا بفنون إدارة الشأن العام وإدارة الإختلاف..
إنّهم يقومون غالبا بالتّفريغ النفسي عبر الشّتيمة والسخرية ونشر الأحقاد والضّغائن وإظهار أقصى ما يمكن من الغرور والكبرياء والصّلف: يمارسون الكتابة السياسيّة كعلاج نفسي لذات متصدّعة تماما ومتورّمة بشكل لافت.
المأساوي أنّهم يقعون في مطبّات نفسيّة أكثر عمقا: يتحوّلون إلى كائنات واهمة ومنفصلة تماما عن الواقع وعن الذّات.. وعوض إصلاح شعوبهم كما يدّعون سيجدون أنفسهم في أمسّ الحاجة إلى الدّواء والإصلاح.
ما الحلّ ؟؟؟
• أنصحُ الإسلاميين.. بترك السّياسة لصالح الإلتزام بالعبادة وقيام الليل وتدبّر القرآن والبكاء كأقصى ما يكون على أحوال الأمّة الّتي تركها محمّد (ص) في أوج العزّة والكرامة وحوّلها التّكالب على السّلطة إلى حصيد وشظايا وآهات.
• أنصح التجمعيّين.. بالسّفر خارج كوكب الأرض والإلتحاق بالغبار الكوني.
• أنصح القوميين بصيد البوم والأفاعي والرّكض في الجبال بحثا عن الكنوز والشياطين.
• أنصح اليساريّين بإعادة النّظر في حجم الهوّة السّحيقة بين شعاراتهم المنحازة للفقراء وواقعهم الموغل في التعالي البورجوازي.. وأن يمتنعوا عن شرب الخمر قبل كلّ ظهور إعلامي أو جماهيري.. وأن يُدلي كلّ منهم بشهادة في السلامة النفسية قبل مزاولة أيّ عمل سياسي.
• أنصحُ الشعب العميق والطيّب والمسكين نصيحة أخ صادق: فرّوا من السياسة ومن الثوار ومن النخبة إلى الله.. بلادكم لن تقوم لها قائمة إلى قيام عيسى.. هذه ليست سلبيّة (أزعم أنّي من كبار الفاهمين للوضع).. لأنّي سأدلّكم على سياسة حقيقية تنفعكم عاجلا وآجلا :
آفعلوا الخير مع جميع الناس دون حسابات.. ولا تنتظروا مقابل ذلك أيّ خير.. لو فعلتم الخير كما يجب فستنقذون أنفسكم وتنقذون أوطانكم وتكونون بالتّالي أعظم السياسيّين في الكون.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.