الزعيم الأصغر سناً في أوروبا

عبد اللّطيف درباله
فاز الشاب “سيباستيان كورتز” البالغ من العمر 31 عاماً فقط اليوم الأحد 15 أكتوبر 2017 بالانتخابات التشريعية في النمسا حسبما أفادت أولى التقديرات بعيد اقفال مكاتب الاقتراع.. وذلك بحصول “الحزب المسيحي الديمقراطي” الذي يتزعمّه على 30,2% من الأصوات.. وهو ما يؤهّله لرئاسة الحكومة في البلد الأوروبّي الكبير والمزدهر..
وبرغم صغر سنّ الحاكم الجديد المنتظر للنمسا وهو 31 سنة.. فقد كان في الواقع زعيما سياسيا ذا شعبيّة.. ورئيسا لحزبه الذي قاده هو بنفسه للفوز بالانتخابات.. بل وكان سابقا وزيرا لخارجية بلاده طيلة أربع سنوات منذ 2013..!!!
في حال نجح كورتز في تشكيل ائتلاف حاكم فسيصبح الزعيم الأصغر سناً في أوروبا.. أمام رئيس الحكومة الأيرلندية ليو فارادكار (38 عاماً).. والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (39 عاماً).
يحدث ذلك في الوقت الذي يرأس تونس رئيس يناهز سنّه التسعين سنة.. وينتظر البعض (يا للغرابة!!) أن يصنع ربيع بلادنا ومستقبلها وتطوّرها.. في الوقت الذين يمثّل الشباب ثلثي السكّان.. بما يجعل الرئيس في قطيعة ذهنيّة ونفسيّة ومعرفيّة واجتماعيّة وثقافيّة.. وطبعا سياسيّة.. كاملة معهم وغير قادر على فهمهم أو مجاراتهم أو تحقيق أهدافهم وانتظاراتهم وأحلامهم..!!!
وفي الوقت الذي يرأس الحكومة التونسيّة شاب وإن كان عمره بالكاد يتجاوز الأربعين.. فهو في الواقع لا خبرة ولا تجربة ولا تاريخ سياسي ولا إداري له.. ولا أيّ كفاءة خاصّة أو فكر أو تاريخ عام معروف له.. سوى مجرّد قرابته من الرئيس السبسي.. والتي جعلت هذا الأخير يثق فيه ويختاره كممثّل “للعائلة الحاكمة” على رأس السلطة.. ليكون قناة وأداة رئيس الجمهوريّة للحكم التفافا على مقتضيات دستور تونس 2014..!!!
تونس في انتظار دماء جديدة..
وفي حاجة لقيادات جديدة وشابّة وذكيّة ومواكبة لعصرها ومتماهية مع شعبها.. وقادرة فعلا على صناعة ربيعها وازدهارها.


ولد كورتس في فيينا، في عام 1996. وبعد أن أنهى الإمتحان النهائي في 2004، أكمل الخدمة العسكرية الإلزامية.
كورتس لم يتم تعليمة الجامعي بعد ومازال يدرس الحقوق حتى تاريخ تعيينه في منصب الوزير، كما أنه جاء من صفوف منظمة الشباب المسيحي، شعبيته لدى “صحافة المشاهير” بحسب الصحف النمساوية جعلت منه أيقونة في عيون الشباب النمساوي.
في 2009 انتخب كرئيس لفرع الشباب في حزب الشعب النمساوي، وبين 2010 و2011 كان عضوا في مجلس مدينة فيينا. وفي أبريل 2011 عين في المنصب الذي تم إنشاؤه حديثا من وزير الدولة للتكامل (جزء من وزارة الشؤون الداخلية). في الانتخابات العامة للنمسا عام 2013 تم انتخابه كعضو في البرلمان. في عام 2013 أصبح وزير خارجية النمسا. وفي وقت تنصيبه (أداء اليمين الدستورية) كان كورتس أصغر وزير في حكومة منذ تأسيس الجمهورية وأصغر وزير خارجية في الإتحاد الأوربي.

Exit mobile version