رسالة إلى السيد الرئيس

كمال الشارني
سيدي، بلغني، وأرجو أن يكون الخبر زائفا، أن بعض المعتمدين وأمثالهم من المسؤولين يحشدون الناس لنقلهم في الحافلات بأموال ضرائب الشعب لكي يقفوا لك صفوفا في زيارتك المرتقبة إلى مدينة بنزرت.
سيدي الرئيس، وأنت تعرف أكثر مني صور تزييف إرادة الناس زمن الزعيم بورقيبة ثم بن علي، وكيف كان مسؤولو الدولة يهددون فتيات التنمية الريفية ونساء المصانع لكي يكن حاضرات لإطلاق الزغاريد التي تضيع وسط صفارات الإنذار لسيارات الحراسة الأمنية، كيف يتم إجبار أصحاب سيارات الأجرة على نقل الناس مجانا قبل وصول السيد الرئيس بساعات، مقابل التغافل عن محاضر المرور ومخالفات الطريق، كانوا يصرخون باسمه علنا، ويلعنونه في قلوبهم خوفا، فاستجاب الله لدعائهم، كما ترى سيدي الرئيس.
سيدي، أنت أول رئيس يتم انتخابه بالاقتراع المباشر الحر النزيه بشهادتنا جميعا فأصبحت بالدستور والمنطق رئيسنا جميعا: حلفاؤك وخصومك، فلا تترك أمثال هؤلاء يشوهون انتخابك النزيه.
سيدي الرئيس، أنت لست بحاجة إلى ديكور الطغاة من جماهير يحشدونها تعسفا وتهديدا وابتزازا للوقوف ساعات لك على الطريق، لم تعد بحاجة إلى أطفال يخرجونهم من مدارسهم ويعانون لضبطهم عند مرور موكبك، لا شك أن هذا يذكرك مثلنا بالعقود الطويلة من سياسة الطغيان.
سيدي الرئيس، كل ما تحتاج إليه اليوم، هو مواطن يشبهني يذكرك أنك رئيس منتخب من الشعب، ليس بحاجة إلى “الزازا والقاوق: وسع سيدي جاء”، وإلى تعسف البوليسية وحشد الناس قسرا لكي يحبه الناس ويحترمون دوره التاريخي الشرعي، مواطن يذكرك أن تسخير وسائل النقل العمومي لغير ما جعلت له، تقع في دائرة تهمة سوء التصرف في المال والممتلكات العمومية، تتطلب إعلام النيابة العمومية، ولكم سيدي، سديد النظر.
والسلام.

Exit mobile version