عبد اللطيف علوي
في هذا البلد، كان هناك مجرمون، وكان هناك ضحايا.
لم يكن المجرمون فقط أولئك الّذين أدخلوا القضيب في أمعائه حتّى تفتّتت، كان هناك جهاز كامل: من حاكم مستبدّ غير شرعيّ اغتصب البلاد والعباد، وإعلام مأجور مجرم استدرج الضّحيّة عن طريق برنامج “المنظار” لسيّئ الذّكر المشلول عليه من الله ما يستحقّ، وأطبّاء محلّفين غسلوا ساحة الجريمة وزوّروا شهادة الحقّ وقضوا بإعدام الشّهيد، وطغمة من المرضى السّاديّين بلباس الدّولة وشارات الدّولة وأسلحة الدّولة، مارست فيه أبشع ما ابتدعه عقل الشّيطان البشريّ من أساليب التّعذيب والقتل البارد، في غفلة من شعب نائم مستريح لامبالٍ، يحلم كالقطيع بالخبزة الباردة والوظيفة السّعيدة، والغنيمة السّهلة والمتعة والرّضى الكامل من أولياء النّعمة…
اليوم يوم الشّهيد بركات…
كان هناك ضحيّة، وكان هناك مجرمون في صيغة الجمع وجمع الكثرة وجمع الجمع…
ليتحسّسْ كلٌّ يديه…
مازالت دماء فيصل بركات تنزف إلى اليوم وتلطّخ ميدعاتكم البيضاء أيّها الأطبّاء، حتّى تتبرّؤوا وتتطهّروا من كلّ من أجرم في حقّكم قبل أن يجرم في حقّ الشّهيد وحقّ الوطن، ومازال يحمل ألقابكم وصفاتكم وشرفكم العظيم.
شكرا للطّبيبة الحرّة: Asma Baba الّتي لم تعمها الحميّة القطاعيّة، عن كشف المستور وتسمية الحقائق بأسمائها على صفحتها…
واللّعنة إلى يوم الدّين على كلّ من شهد الحقّ ولم يشهد به.
#عبد_اللطيف_علوي
أسماء بـابـا
(- 18 ans)
منشوري هذا ممنوع عالناس الحساسة واللحاسة !!!
#ذكرى_استشهاد_فيصل_بركات
الراجل هذا منعرفوش لا من قريب و لا من بعيد… اما مع كل ما سمعت من فضاعات وجرائم لنظام بن علي.. عمري ما يكيت بالغصة كيما بكيت على الراجل هذا.
كيف نراه نشمئز من كل الي قالو اش عملنا بن علي !!! ويلعنو في الثورة ويحبو بن علي يرجع !!!
وجهه وملامحه تغني عن اي تعبير… ريتوه هذاك ؟؟؟ الي صار فيه جريمة دولة جريمة في حق الانسانية الكل وجعني دور الاطباء في موته !!! تحبو تعرفه كيفاش تقتل؟؟؟ خاطر عمل تصريح في برنامج “المنظار”.. الحكاية الكل دامت 6 سوايع ماخذاش في يديهم برشه وقت..
Hémorragie par perforation de la jonction recto-sigmoidienne
يوم 8 اكتوبر 1991
اُدخِل مقرات الحرس (مدينة نابل) وهناك تفننوا في تعذيبه فقاموا أولا بتعليقه على هيئة “الروتي” (الدجاجة المصلية) وشرعوا في جلده بعد أن جردوه من كل ثيابه وقد شارك في عملية التعذيب كل أعوان الحرس والتفتيش بنابل فقد كان المطلوب الأول في كامل الولاية وهو أحد أهمّ المطلوبين في القطر لارتباطه بما سمي بمجموعة “المروج”، وقد كان التعذيب يتم على مرأى ومسمع كل الموقوفين باعتبار أننا كنا موجودين برواق مركز الحرس المطل على مكتب النقيب والمكتب المقابل له على جهة اليمين وهما المكتبان اللذان تتم فيهما عمليات التعذيب وكنا جميعا نشاهد ونسمع كل ما يحدث من تنكيل بالإخوة، كنا جميعا نشاهد كيف ربطوا قضيبه بخيط أبيض وكيف كانوا يؤرجحونه وهو معلق على شكل “روتي” بين طاولتين وكيف أدخلوا بشرجه قضيبا حديديا وانهالوا عليه ضربا بالعصي الخشبية والبلاستيكية حتى أغمي عليه، وفجأة لم نعد نسمع صياحه ولا عويله ولكن سمعنا شخيرا متواصلا لبرهة معتبرة وما لبثوا أن دعوا أخوين للدخول إلى مكتبهم من أجل إسعافه كان أحدهما يعمل ممرضا والآخر أدخلوه للقيام بتخليص القضيب من الخيط. وتجدر الإشارة أنهم وضعوه في عباءة كنا نفترشها وقد حمله أربعة من بيننا وعبروا به الرواق وكان أحدهم يلقنه الشهادة والآخر يمسك بأصبعه ووضعوه في ردهة خارجية ما لبثوا أن أكدوا لنا بعدها أنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة وزاد تأكيد وفاته الأخوين اللذين كانا يعذبان في نفس المكتب الذي عذب فيه فيصل.
لقد قام أعوان الحرس باستقدام الطاقم الطبي الذي كان يتابع أوضاعنا في الإيقاف وقد أكدوا لهم وفاته فعمدوا إلى أخذه يوم 11/10/1991 إلى الطريق عدد 26 الرابط بين منطقة الغرابي (أحواز منزل بوزلفة ولاية نابل) ومدينة قرنبالية وعندها قام رئيس مركز منزل بوزلفة الوكيل محسن بن عبد الله بالإعلام عن حادث مرور لمترجل مجهول الهوية.
تقرير الطبيب
شهادة لطبيب موجودة في تقرير لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، من بين 4 اطباء عالميين كشفو كذب الاطباء التوانسة:
الدكتور كنيخت Knight من جامعة walés (والز) فيقول في تقريره:
لقد بحثت في ترجمة تقرير التشريح القصير جدا والذي وقع إعداده من طرف المستشفى الجهوي بنابل والذي يتعلق بشخص متوفى مجهول، وقد قرأت كذلك تقرير الأستاذ pounder وبعض المقتطفات من رد الحكومة التونسية.
أريد أن أقول في هذا الصدد أني أوافق على كل الاستنتاجات التي وردت في تقرير الأستاذ pounder وأرفض رد الحكومة بما فيه الرأي الإضافي لأساتذة الطب الشرعي التونسيين الثلاثة والتي كانت ملاحظاتهم غير مقبولة بالمرة.
إن الأمر يتعلق بشخص عمره 25 سنة والذي -إلى أن يأتي ما يخالف ذالك- يمكن اعتبار سجله الصحي في مثل هذا السن خاليا من أي مرض عضوي وخاصة بما يتعلق بمنطقة الشرج والجزء النهائي من الأمعاء الغليظة.
إن سبب الوفاة المذكور في تقرير التشريح الذي يمكن اعتباره ملخصا موجزا -لأن أي تقرير للتشريح مهما كان نوعه لا يمكن أن يكون بمثل ذلك الإيجاز- هو معلومة ليست لها أية فائدة ولا تشير البتة إلى المرض الحقيقي الذي أدى إلى حصول الوفاة، إن التقرير هو فقط عبارة عن إعلان أو تصريح بسيط عن الطريقة النهائية التي تمت بها الوفاة وليس السبب الأصلي للوفاة وبالتالي ليست له أية فائدة أو جدوى.
إن التشريح قد كشف عن وجود كدمات على مستوى أخماص القدمين وثقب في الأمعاء الغليظة على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج وكدمات كبيرة وانتفاخ هام على مستوى الردفين وكدمات أخرى مختلفة في الوجه واليدين والرأس والساقين، إن الجرح الوحيد الذي بإمكانه أن يؤدي إلى الوفاة هو الثقب على مستوى ملتقى المنطقة النهائية للأمعاء الغليظة مع الشرج.
وفي غياب وجود مرض عضوي خطير معلن مثل السرطان أو التهاب حاد في الأمعاء الغليظة… فان السبب الوحيد للوفاة لا يمكن أن يكون إلا الجرح الثاقب. هذا الجرح الثاقب لا يمكن أن يحدثه -في غياب جرح بطني خطير- إلا إدخال أداة أو آلة في الشرج، وهذه الفرضية يمكن أن تقع من دون إلحاق أضرار بالشرج إذا تم تزليق آلة رقيقة وحادة في نفس الوقت مثلا قضيب رقيق في الشرج وبالتالي فان الاعتراضات التي عبر عنها الأساتذة الثلاثة تعتبر غير مبررة إذا اعتمدت على غياب أضرار وجروح في الشرج.
إن الكدمات المتواجدة في أخماص القدمين لا يمكن أن تكون ناتجة إلا عن ضربات وقع تسديدها أثناء عملية تعليق على مستوى الساقين (الفلقة) وكذلك الكدمات والانتفاخ الموجود على الردفين كانوا نتاجا نموذجيا لضربات وقع تسديدها على تلك المنطقة من الجسم.
إني متفق كليا مع الأستاذ Pounder وأوافق على أن الموضوع لا يتعلق بحادث مرور بل إننا أمام وضعية أضرار وجروح وقع إحداثها بصورة متعمدة للأمعاء بإدخال أداة رقيقة في شرج شخص تعرض قبلها إلى ضربات عديدة على القدمين والردفين”.