“الحرقة”… قرار قلب محترق…
مالك بن عمر
برشة شفتهم كتبو على الحرقة والحرّاقة وعطاو رايهم على أساس الحارق ما ينجم يكون كان فصالة وكلوشار وما يحبش يخدم في بلادو ويلوّج على الهندي المقشّر… على أساس في ايطاليا فمة هندي مقشّر…
شوف يا سيدي، راهو إلّي يحرقو الكل يعرفو إلّي حياتهم في الميزان… ويعرفو إلّي كيف يخلطو موش باش يلقاو الجنّة… أما رغم هذا يحرقو… ويخسرو الفلوس ويزدموا… علاش ؟
المشكلة موش في البطالة في حد ذاتها، وموش الفقر في حد ذاتو… المشكل في اليأس وما أدراك ما اليأس… انقطاع حرارة الأمل… وتوقف المعنى للحياة في البلاد…
البطال ينجم يقعد بطّال ويصبر ويحاول اذا كان عايش في منظومة تكافئ الأفضل وتختار الأكفأ… البطّال في تونس يشوف كل يوم ناس دخلت تخدم بالأكتاف… خاطر عندها شكون في الادارة والا في الحزب الحاكم… يشوف في مئات الالاف من الموظفين الي ما يعملو في شي ويخلصو في شهاري وعايشين متهنين مسمار في حيط…
المواطن إلي تربى في عايلة بسيطة ما عندوش معارف وما عندوش أكتاف يتمرمد… ويزيد يتمرمد… وتضيق بيه السبل وتكبر الحكاية في راسو..
و ينتفي الأمل هنا ويبدأ البحث عن أمل جديد… هناك…
هكّة تبدى الحكاية… والسبب في هذا الكل الدولة الموقرة بحكومتها وادارتها وولاتها ومعتمديها وعمدها وشيوخ ترابها… كلهم مسؤولون على حالة اليأس إلّي يعيشها المواطن إلي قرر باش يحرق…
أنا شفت قدامي مثال لشاب كيف كان في تونس، كان عايش عيشة الكلاب… كان المشاكل والعرك والبطالة والاصلاحية والحبس.. هو عمرو لا سرق لا خطف… أما كان عندو مشاكل مع البوليس الي في حومتو… كل حكاية تصير في المنطقة توحل في راسو ويركبوهالو… نهار من نهارات هرب… خرج من حومتو ومن تونس… وحرق…
اليوم الشاب هذا معرس وعامل شركة صغيرة وشوية فلاحة وشايخ ومنظم وفاهم روحو…
نفس الشخص كان قعد في تونس راهو في الحبس… راهو مجرم…
الفرق شنوة ؟.. الفرق إلي هنا ما لقاش فرصة ولقى التعطيل… وغادي لقى فرصة ولقى التسهيل..
اعطيو فرصة للشباب.. اصنعولهم الأمل في بلادهم… راهم يصبرو ويقعدو ويعطيو الإضافة…
غير هذا… راهو البحر يستنى فيهم..