مقالات

الحرب على النجاح ليس لدناءة أنظمة العملاء وطباليهم حد

أبو يعرب المرزوقي
عاب علي البعض قولي إن العرب نكصت إلى ما دون قيم الجاهلية. ولم يكن قصدي بذلك الكلام على ما ظهر اليوم للعيان من صغائر حكام المحميات وطباليهم. فما يحاك ضد تنظيم الألعاب في قطر وضد مرشحها لليونسكو كاف وزيادة ليبين أن حكام العرب وطباليهم من النخب هم أحقر من أن يقاسوا بالجاهلية.
فمهما كانت اخلاق الجاهلية منحطة ومعتمدة على التفاخر والتنافس المقيت الذي يدل على أمراض العرب النفسية لم يصل أحد إلى مواقف كلابهم الحاليين. أصبح الحاكم العميل وكلابه النابحين تطبيلا لعمالته مستعدين للتحالف مع أعدى أعداء العرب من أجل حسد قميء ضد عربي آخر نجح في ما فشلوا فيه. وأن يصل ذلك إلى الجرأة الصريحة فيخاطبوا شعوبهم بهذه الدناءة من الأدلة القاطعة على أن ما تعاني منه الأمة أعمق من كل الدناءات والرداءات: فالساكتون على ذلك من الأمة مشاركون فيها.
لقد نجح أعداء الامة في ما وعدوا به: أن يحكموا في العرب أدنى من فيهم ليكونوا هم معاول التهديم لكل ما يمكن للأمة أن تعتز به ويسودوا حقارتهم. فما يجري في الإعلام العربي ودلالته على أخلاق حكام العرب العملاء يشبه سلوك الورثة الذين يحالفون الطامعين في الموروث لحرمان مشاركيهم في الارث. وهذه عادة عربية معروفة وقد أشار إليها القرآن الكريم بالنهي في التحكيم بين الورثة بدل العدل: يطلبون فقأ عين من أعينهم لتفقأ عينا أخيهم. فيكون هو أعور وأخوه أعمى ليفضل عليه فضل الأعور على الأعمى.
وبدلا من التسابق في الخيرات والتنافس في الإنجازات أصبح همهم الوحيد التخريب المتبادل ما أمكن لهم ذلك بنصيحة ممن يريد لهم الخراب والعذاب. لست أدري ما العلاج الممكن لهذه الأدواء الدالة على ما عرفه ابن خلدون بحكمة لا مثيل لها: “فساد معاني الإنسانية” في أصحاب أخلاق العبيد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock