صورة مخيّبة للآمال

صالح التيزاوي
كم هي مخجلة صورة ذلك المسؤول التّربوي، وهو يقود التّلاميذ مطأطئ الرّاس خوفا من أن تلتقطه عدسات الكاميرا لأنّه يدرك في قرارة نفسه أنّه يقوم بعمل مخجل لا يليق به كمربّ وكإنسان.
لأنّه اعتدى على حقّ التّلاميذ في المعرفة خدمة لأغراض حزبيّة وسياسيّة،
ولأنّه اعتدى على زملائه المربّين في حقّ وواجب العمل في الوقت التي تمرّ فيه بلادنا بصعوبات اقتصاديّة ونحن في حاجة إلى إعادة الإعتبار للعمل كقيمة حضاريّة،
ولأنّه اعتدى على الدّولة لأنّها ستسدّد اجرة يوم عمل غير منجز (يوم العمل لا يتجزّا)،
ولأنّه ضيّع الأمانة، فالتّلاميذ إئتمنه أولياؤهم على وجودهم في المؤسّسة التّربويّة للتّعلّم والمعرفة فقط، وليس للدّعاية الحزبيًة والسّياسيّة.
صاحب الصّورة وهو (مدنكس راسوا) قدّم صورة سيّئة عن المربّي الذي يلهث “وراء الكرسي” مهما كان الثّمن ومهما كانت الوسيلة والمربّون أرقى من ذلك. كانت صورة مخجلة ومسيئة للثّورة لأنّها “ماركة نوفمبريّة” خلناها غادرتنا مع المخلوع.
صاحب الصّورة المخجلة والمحزنة أساء لنفسه كإنسان لأنّه وضع نفسه تحت خدمة آخرين من أجل أغراض لا علاقة لها بعمله كمربّ.
لقد جاء في وصيًة الإمام علي بن أبي طالب لابنه الحسن: “لا تكن عبد غيرك وقد جعلك اللّه حرّا.. وحفظ ما في يديك أحبّ إليّ من طلب ما في يد غيرك”.

مدير الإعدادية النموذجية بسوسة نجيم بوضيافي

Exit mobile version