كمال الشارني
أتاح لي الزمن أن أذهب إلى أجمل مكان يمكن أن تذهب إليه في دمشق العزيزة: جبل قاسيون ليلا، فكان أن لاحظت مئات السيارات المرصوفة على حافة الطريق مغلقة النوافذ رغم الحر وقتها، “بسبب قبلة”.
روى لي صديق طريف، أن النظام اتخذ قرارا صارما بمنع كل أعوانه من التلصص على السيارات أيا كان ما يحدث فيها، طالما كانت نوافذها مغلقة في مساحة جبل قاسيون المقدس أصلا بقبور الأنبياء والقديسين المؤسسين، وأن ذلك كان بسبب مأساة عاشتها فتاة دمشقية من أسرة راقية، ضبطها بعض أعوان الأمن يقبلها صديقها في سيارته، فنكلوا بها واستحلوا أمرها فاغتصبوها، السوريون أكثر لطفا من أن يقتحموا حميمية عاشقين، لكن العيب في رجل السلطة العربي الذي يعتقد أنه بلا حدود، فيمنح نفسه حق تقييم أخلاق الناس، البعض يقول إن الشابة السورية انتحرت من الأسى فدفعت حياتها ثمنا لحماية قبلات بنات جنسها في جبل قاسيون فقط، لأن يد السلطة في العالم العربي تجرؤ على اقتحام البيوت المغلقة بحثا عن جريمة حب، رغم أنه عمليا، ليس هناك أفسد أخلاقيا من الأنظمة العربية وأجهزتها الأمنية وأن الدعارة لا تزال أحد أساليب العمل لديها.
للتوضيح: الدولة التونسية تنشئ وتدير المواخير العمومية وتتربح منها ماليا، وتجرم قبلة في مكان منزو.
للتوضيح ثانيا: الله تعالى حرم التجسس فقال: “ولا تجسسوا”، هذه دعوة للستر، ومن ستر نفسه، ستر الله عليه، ونحن لا نحتاج مأساة الشابة السورية لكي نسأل عن حدود سلطة الأمن، وحدود حريات الناس في حياتهم الحميمية.