سمير الجدي
• لم تعد ضحية للتدخين
شخص مثلك أقلع عن التدخين له الشرف أن يعلن أمام العالم عن قوة إرادته وامتلاكه في نفس الوقت لحجة يستعملها كلما ظهرت عليه علامات المدمن. أكل السكريات مثلا عند الإحساس بالحاجة إلى النيكوتين وما يصاحبه ذلك من ارتعاش، وخاصة بعد قهوة الصباح.
وإلى أن يتعود جسمك على العيش دون نيكوتين ويصوم عليه الدهر، فقد زاد وزنك بعض الشيء، ولكن ما يجعلك لا تحمل هما هو أن الجميع يعلم السبب الحقيقي وراء ذلك فأنت تحلي أيامك المرة التي تعيشها دون نيكوتين ذلك العسل المر الذي كانت تسقيك إياه عشيقتك السيجارة التي هجرتها -وأتمنى أن يكون ذلك دون رجعة- طلاق بالثلاث. ومن ناحية أخرى فيمكنك أن تعزي نفسك بأنك بشر وأن لا وجود لبشر كامل. فأن تكون ضحية شيء لذيذ خير من أن تكون ضحية للنيكوتين، وأن ترى وزنك يزيد فوق الميزان الإلكتروني في بيت الحمام، خير من أن تسمع زفير صدرك ليلا، فلا تنام ولا تدع من بالبيت ينام.
وإذا أصابك يوما ما مرض من الأمراض فعلى الأقل ليس بسبب التدخين، فأنت لم تعد ضحية للتدخين. أفليس هذا نجاح قد حققته في حياتك؟ !
• أنت مثل أعلى في المجتمع
تقول حكمة هندية منذ أكثر من 4000 سنة ”وجدنا على الأرض لكي نكون بشرا مثاليين”. ومهما اختلفت الثقافات وتباينت، لكنها تلتقي في نقطة إنسانية واحدة وهي ”بشرية ذات مثل عليا”.
والسؤال الأهم هو: من يبين لك الطريقة التي يمكنك أن تصبح بها بشرا أفضل أو مثلا أعلى؟
الجواب بسيط للغاية: أنت نفسك أو شخص مثلك من أبطال الحياة اليومية الذين يجعلوننا بانتصاراتهم الصغيرة لا نفقد الأمل بأن الحياة يمكن أن تكون أجمل.
يمكن أن تلاحظ ذلك في عيون الأطفال في بيتك أو أطفال الجيران الذين يشاهدون يوميا الكهول المدخنين يمرون بجانبهم أو واقفين مثل قطارات قديمة ينفثون دخانهم في الهواء الطلق وهم يتحدثون عن حماية البيئة. والآن حينما يشاهدون بطلا مثلك وقد انتصر على هذه العادة، يعرفون أن السيجارة لا ترسم ابتسامة على الوجه ولا تهدي هواءا أنظف، بل يخسر الطفل من جرائها قطعة من الحلوى أو ثمن كراسة أو قلم. إنك بامتناعك عن التدخين أصبحت بطلا أنقذ جيلا كاملا من عادة قاتلة. أشكرك بإسم كل أطفالك وأطفال جيرانك ومدينتك… شكرًا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.