بن تيشة من زاوية نفسية-أنثروبولوجية
أحمد الغيلوفي
“طقوس العبور” – rites de passage هو مفهوم يعود الفضل فيه الي van ghennep. انه طقس يمر من خلاله الفرد او المجموعة من حالة نفسية او اجتماعية او من مرحلة عمرية الي اخرى: من الطفولة الي البلوغ او من المراهقة الي النضج..
طقس العبور ازمة مؤلمة ولكن لابد منها. مؤلمة لان الفرد يغادر فيها والي الابد صورة representation عن نفسه الفها وعاشرها واطمأن لها طويلا. وهي خطوة في المجهول ومخاطرة حاده، ولكن لابد منها والا توقف النمو العاطفي والفكري.
هناك طقوس عبور جماعية تخرج بها المجموعة من فترة الي اخرى: حرب او ثورة.. تغادر بها تمثَُلها لنفسها وسلوكاتها القديمة.
ماذا يحدث عندما يتخلف فرد او اكثر عن طقس العبور الجماعي؟ يتحول الي “بن تيشه”: شخص او مجموعة تتصرف وفق سلوكات كان من المفروض انها غادرتها من الناحية العمرية، كأن يبكي شخص في عمر 40 من اجل الحصول على الحلوى.
جماعه “ياحامينا”، “منقذ البلاد” الذين يُخرجون الاطفال للتصفيق هؤلاء تخلفوا عن طقس العبور، مازالوا في حالة ذهنية سابقة عن 14/17.
14/17 حيث الدموع والدم والرصاص: مات الرئيس القائد-المنقذ-المُلهٍم و ُولد الرئيس الموظف. مات العبد الصَفَاق-القواد-المدَاح، ووُلد المواطن-الفرد-الحر.
الذين لم يشهدوا طقس العبور مازالوا “بن تيشة”.