الخميس 26 يونيو 2025
الطيب الجوادي
الطيب الجوادي

كنت أحمل نعيمة على ظهري

الطيب الجوادي
صباح الخير والحب والحياة
كانت المدرسة الابتدائية تبعد عنا ثلاثة كيلومترات على الأقل، وكان علينا السير بين الحقول واجتياز النهر للوصول لها، وكانت الرحلة ممتعة رغم الظروف الطيبيعية غير الملائمة في الشتاء بالخصوص، وبعد ان انقطع المنصف ولد عمي عن الدراسة، كان علي ان أقطع المسافة رفقة نعيمة بنت عمي، وكنا نعرض المحفوظات أو نستكمل قراءة قصة بصوت مرتفع، او ننجز احد التمارين بان ينحني أحدنا ويضع الآخر الكراس على ظهره ليتيسر له الكتابة.
وفي شهر ماي حين ترتفع الحرارة، كنا نسبح في النهر في طريق العودة للبيت، وقد نجلس بجانب الطريق لنلعب “الموريات” او نرسم خطوطا او نطارد النمل ونتتبع صفوفه الممتدة بنظام مدهش، ولم تكن هنيّة تسائلنا عن تأخرنا، فلم تكن تخشى علينا السيارات او المنحرفين، فقد كانت قريتنا وادعة آمنة، ولا يمكن ان أنسى كيف كنت أحمل نعيمة على ظهري لأجتاز بها النهر عندما يرتفع منسوب مياهه.
كانت حياتنا جميلة رغم فقرنا المدقع
وكنا نعشق أيامنا ونتمنى الا نكبر، ولكننا كبرنا، ولم نعد نملك الا الذكريات نعيش بها.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

الطيب الجوادي

لن تكون أبدا في حاجة إلى عقل

الطيب الجوادي  كان على هنيّة أن تفكّ اللغز الي أقضّ مضجعها منذ ولادتي: لماذا كنت …

الطيب الجوادي

قبل يومين من عيد الفطر، تبدأ رائحة المقروض “تفحفح”!

الطيب الجوادي  وتنهمك كل العائلات في ريفنا الكافي البعيد في إعداده، فلا تمر ببيت من …

اترك تعليق