جريمة الخذلان في الحبّ
نضال السالمي
في تفكيري الخاصّ أنظر لجريمة الخذلان في الحبّ كواحدة من أعظم الجرائم على الإطلاق.. لأنّها تؤدّي في كثير من الأحيان لمآسي وتصدّعات تغطّي ما تبقّى من العُمر.
الحبّ الكبير والمخذول يكون أحيانا سببا مباشرا لأعظم الأعمال الإبداعية.. ولكنّه في أغلب الأحيان يؤدّي إلى ما يلي:
• الجنون.. وآخر قصّة سمعتُ بها كانت من سنوات الجمر لأحد شباب الحركة الإسلامية حين جلبُوا حبيبته وتحرّش بها الجلّادون أمامه ومن شدّة الغضب والقهر والعجز أُصيبَ بالجنون التامّ ليُنهي حياته نابشًا في المزابل ويموت على قارعة الطريق.
• الإنتحار.. وهذا أمر يحدث باستمرار.. تاريخ الأدب العالمي يعجّ بمآسي كثيرة لمبدعين إختاروا الإنتحار بسبب نكسة عاطفية مُريعة.. وأعرف شخصيّا من قام بمحاولة إنتحار فاشلة بسبب قصة حبّ.. بل أعرف قريبة عزيزة عليّ شارفت مرارا على الإنتحار بسبب قصة حبّ مدمّرة.
• الإكتئاب والإنهيار النفسي.. وآخر الحكايات صديقة لأختي وصل بها الأمر للمبيت في المستشفى والآن تستعمل الحبوب المنوّمة وحبوب الأعصاب.. وتحلم فقط بمغادرة الوطن.
• تحوّل كثير من الفتيات إلى عاهرات بسبب قصة حب فاشلة.. بل أذكر صديقا حاول إقناعي لساعات طويلة أنّ الحب لا يؤدّي إلا للخراب الإجتماعي مؤكّدا لي وفق تجربة طويلة أنّ كلّ عاهرات الوطن قد تحوّلوا لمجرد أجسام إستهلاكيّة بسبب الحبّ وحده.. وقال لي حرفيّا في آخر حوارنا: “أنثى تُحبّ يعني أنّها صارت مؤهّلة بنسبة 80 بالمئة لتصير عاهرة..” ..قلتُ له إنّ حقارة الرجال هي السبب وليس الحبّ.. فقال: “لو كانت صالحة ما أحبّت رجلا حقيرا”..
• الحب الفاشل يُفقد أغلب المُحبّين ثقتهم بالحبّ.. ويزيدُ من حماستهم للجانب المادي والنفعي والدنيوي.. فيتحوّلون إلى قُساة وخونة وأشرار.
ولذلك أقول أنّ الخذلان العاطفي الّذي يؤدّي لهكذا مصائب يجب إدراجه ضمن الجرائم الكبرى ضد الإنسانية: حقيقةً كم أشفق وأتعاطف وأبكي لجميع ضحايا الحب الّذي دخلوا بابه بقلوب نقيّة وكريمة فوقع إخراجهم من النافذة بقلوب مهشّمة ومنهارة.