كمال الشارني
غير بعيد، كان البايات يبيعون استخلاص الضرائب لجنرالاتهم في مفاوضات مضنية، يقال في الكواليس: بقداش تشرى الجريد ؟ الساحل شكون خذاه وبقداش ؟ وفريقة ؟ ابكي على فريقة خذوها بخمسة ملاين بركة.
الباي يريد خمسة ملايين فقط، الجنرال دفعها مسبقا لكي يحصل على خمسة وعشرين مليونا وأعوانه يحصلون من اللحم الحي للناس على خمسين مليونا، “شيء ليهم وشيء للباي وشيء لأصحاب الباي”، ثم جاءت الدولة الوطنية، لا علينا.
إنما اليوم جاء شيء جديد، من موظفي الدولة الوطنية، يريدون: �le beure, l’argent du beure et la femme du cremier، يعني يريدون أجورهم الفاخرة وامتيازات الوظيف والمنح الشهرية والموسمية وعلوش العيد ومنحة العيد الصغير والعودة المدرسية وعيد الشجرة وعيد المرأة والسيارات الإدارية وأذون الوقود للقيام بوظفيهم، ثم نسبة من تحصيل ضرائب الدولة في شكل منح تحفيز حسب ما تطيره من الشعب، يعني تفتوفة باهية مقابل أن تقوم من فراشك وتمتطي سيارة الدولة لكي تقوم بوظيفك الذي تحصل من أجله على كل تلك المنافع، وإلا لا حلت ولا ربطت، لكن من يضمن لي، أنك وأنت دخلت دخلت في الحوافز، أنك لن تساوم المُطالب بضرائب الدولة تحت الطاولة مثلا، حسب العرض أو المصلحة أو الانتماء ؟ أصلا، لماذا تحصل على أجر وظيفي ومنافع إدارية إذا كنت تنوي أن تحصل على نسبة من مداخيل الدولة، ثم لنرى، من باب المساواة بين التونسيين عما إذا كان هناك تونسيون مسعتدون للقيام بعملك وبجدية مطلقة دون المطالبة بنسبة من حقوق الدولة عل شعبها، لنجرب ؟