عقول تونسية “دمدومة”
عايدة بن كريّم
عجبي من أقلام نفذ حبرها وهي تُحلّل في واقعة الإستفتاء في كردستان العراق، وأستغرب هذا الكم من المدوّنين الذين بحّ صوتهم وهم يُحذّرون من خطر الإنفصال… ومن تداعياته على مستقبل المنطقة وعلى موازين القوى وعلى إعادة توزيع مشروعية الهيمنة العسكرية والإقتصادية. عقول تونسية “دمدومة” تستشرف وتقرأ المستقبل وكان لزم الأمر تضغط على صنّاع القرار في العالم…
طيّب وجميييل لكن أين نحن من الشأن المحلّي؟
تلامذة في عدد من الجهات لم يلتحقوا بمدارسهم بسبب عدم جاهزيتها… أو نقص في عدد المُعلّمين أو عدم تمكّن الأولياء من اقتناء الأدوات المدرسية…
طالبات وطلبة في العديد من الجامعات لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة بسبب عدم توفّر السكن الجامعي والغلاء المشطّ في المساكن المخصصة للطلبة. (معلوم الكراء تجاوز أحيانا 600د) والسرير بـ (150د) في غرف مشتركة ومكتضّة…
مدارس في الأحياء الطرفية حالتها يُرثى لها ومتداعية للسقوط ولا يتوفّر فيها الحدّ الأدنى من شروط التعلّم (دورات مياه دون ماء وكراسي دون مقاعد وطاولات عبارة على هيكل عظمي وأقسام دون شبابيك…).
في مناطق تبعد 60 كلم على العاصمة… القسم فيه 38 تلميذ من بينهم 3 من ذوي الإحتياجات الخاصة… المُعلّم وين يشبّ؟؟؟
“الإنفصال” مطلب جاء نتيجة لـ “الحقرة” ولعلاقة غير متكافئة ولا عادلة في توزيع الثروة الوطنية بين المركز والأطراف بين نمط حداثي ونمط تقليدي بين أكراد وعرب…
ناس تخدم وتشقى وناس تأكل، ناس تستنشق CO2 وناس تصيّف في المنتجعات بفلوس البترول… ناس مجبورة باش تقبل بأنّ أولادها تدرّسهم فائزة السويسي وإلاّ مصيرهم السجن… وناس عافسة في التعليم العمومي وتسبّ في المُربّين والمُعلّمين وتقرّي أولادها في مدارس خاصة عالية الجودة. ناس توفّر لهم الدولة البيئة المناسبة للتمايز الاجتماعي (مدارس راقية وبنية تحتية 5/5 ومُعلّمين مُتميّزين) وناس الدولة مسخّرة لهم مُعلّمة مهسترة ونقابة مؤدلجة ومجتمع مدني مغشوش باش أولادهم يهربوا إلى جبل سمّامة…
————
نظرية SMIG في الميراث أكبر من مخّي ما فهمتهاش… والمشكل أنّ الجماعة متحزّمين بزوز محارم ويعملوا في raisonnement par l’absurde.