ماذا يراد للمدرسة العموميّة التونسيّة ؟؟؟
فوزي الطلحاوي
أوّلا، من حيث المبدأ لن أكون مع طرف ضدّ طرف في ما يجري داخل مدرستنا العموميّة وما يجري بمحيطها، رغم خلفيتي التربويّة، إلاّ أنّ اتخاذ المدرسة الأساسيّة، بالخصوص، رهينة لتحقيق “مكاسب” حزبيّة او اِيديولوجيّة تتعلّق بنمط المجتمع لن يفلح فيه أحد وسيعود على الجميع بالوبال.
ثانيا، تابعت كسائر المتابعين، ما جرى ويجري بمدرسة عقبة بن نافع بحي البحري 3 بصفاقس، وتألمت لمشهد اقتحام المدرسة بتلك الصورة ومن عدد كبير من الأولياء على معلّمة، واسغربت لحجم الاستقطاب والعنف المحيط بالمدرسة والمسلّط عليها ! ليس دوري أن أتّهم أيّ طرف او أن أبرّئ الطّرف الآخر، فالمسؤوليّة الأساسيّة بالنّسبة إليّ يتحمّلها الإطار الإداريّ والإطار التّربويّ والطّرف النّقابيّ الذين فشلوا جميعهم في الحوار مع الأولياء وحلّ الإشكاليات الطارئة، وللأهالي ثانيا لفشلهم في تشكيل لجنة منهم تُكَلَّفُ بالحوار مع المدرسة والإدارة الجهويّة، وكان على السّادة والسيّدات الأولياء والوليّات النّأي بالأنفس عن كلّ ما له صلة بالاستقطاب او ما له علاقة بالعنف، رغم خطورة التهم الموجهة للمعلّمة.
ثالثا، من المؤسف أن يصل الأمر إلى القضاء، ومن المؤسف أن تفرض علينا المندوبيّة الجهويّة للتعليم بصفاقس أشواطا من مباريات مصارعة يُزَجُّ فيها بالأطفال بين المدرّسين والأولياء، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، ولا حياة لمن تنادي بالنّسبة إلى السّلط الجهويّة، وحالة السّلبيّة التي ظهر عليها الاتحاد الجهوي للشّغل بصفاقس !
رابعا، من يظنّ أن يخرج من هذه المعركة رابحٌ واحدٌ فهو واهم، ففي مثل هذه المعارك الخبيثة الكلّ خاسر مدرسةً ومجتمعًا ومجتمعًا مدنيّا ومنظّماتٍ وطنيّةً…
خامسا، دعوة وامل، أن يتعقّل الجميع وأنْ يسعى الجميعُ إلى محاصرة المشكلة وأنْ يتنادوا إلى حوار مستعجل تسوّى فيه الخلافات ويتحمّلَ فيه الجميع مسؤولياته التربويّة والاجتماعيّة حفاظا على السّلم الأهليّة والاستقرار التربويّ اللّذين لا خِلاف في أنّهما هدف اجتماعيّ سامٍ لا لجهة صفاقس فحسب بل لكلّ التونسيبن، دون استثناء.