جلال الورغي
ترجل الفارس البطل مهدي عاكف، خارج محبس الظلم والاستبداد، رفض النظام الانقلابي إطلاق سراحه رغم المرض ورغم التقدم في السن، لكنه استمر واقفا صامدا حتى اختاره الله الى جواره. عاكف الذي سجن في عهد عبد الناصر والسادات ومبارك، وكان سجين كل الأنظمة والعصور، ارتقى الى ربه مظلوما لا ظالما، بطلا لا متخاذلا، شجاعا لا جبانا. ترجل الشيخ بعد ان مثل في محبسه مع رفاقه فيتو على شرعية نظام انقلابي، نظام السيسي الذي خذل مصر والمصريين وتحول عبئا على العالم العربي، انتكس بمصر المحروسة الى ثكنة عسكرية وحولها الى سجن كبير.
لا تستغربوا ان يغادرنا أمثال عاكف بعد ان تحولت مصر العظيمة هامشا في المشهد العربي.
السيسي خاطبكم البارحة من منبر الامم المتحدة ان تتعايشوا مع المحتلين الاسرائليين في وئام بينما فشل هو في التعايش مع المصريين بشرف، بل غدر بهم انقلابا، وداسهم بالدبابات في رابعة والنهضة ظلما وعدوانا.
ذبحوا قبل عاكف منذ اكثر من نصف قرن الشهيد الأديب سيد قطب. بعد استشهاده طبع من كتاب سيد قطب في ظلال القرآن ومؤلفاته الاخرى ما لم يطبع من أي كتاب آخر في العالم العربي، وظلت كلماته في مواجهة الطغاة تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل. مات شانقوه وظل هو حيّا في نفوس كل العرب وكل المسلمين، رغم آلة الشيطنة والتزوير التي لم تتوقف عن تشويهه وتصويره تكفيريا متطرفا بينما كان أديبا لامعا، ومقاوما شجاعا، وفنانا إنسانا.
رحم الله الشهيد مهدي عاكف وأبدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من أهله وجعله في عليين مع الشهداء والنبيين وحسن أولئك رفيقا.