السبت 28 يونيو 2025
أحمد الرحموني
أحمد الرحموني

صلبا، نقيا، شجاعا: مختار اليحياوي لازال في الذاكرة !

أحمد الرحموني
رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء
منذ عامين وفي مثل هذا اليوم غادرنا فجاة الى دار البقاء الصديق القاضي مختار اليحياوي (1 جوان 1952 – 22 سبتمبر 2015) في ظروف اليمة. ولاشك ان الذين عرفوه وخالطوه قد اكتشفوا في اخلاقه وسجاياه معدنا صلبا وجوهرا نقيا وشجاعة نادرة.
ولاشك ان القضية (قضية استقلال القضاء) قد وجدت صاحبها واستبدت بكيانه وسكنت حياته ورافقت مسيرته الى اخر رمق من تلك الحياة القصيرة !.
اذكر -من جملة الصور التي علقت بالذاكرة- لقاءنا بعد العاصفة التي “اطلقها” (الرسالة الموجهة للمخلوع حول اوضاع القضاء) والظروف العصيبة التي رافقت اجتماعنا بقصر العدالة ومقر جمعية القضاة التونسيين ونادي القضاة بسكرة ومقر الهيئة الوطنية للمحامين قبل ان يتقرر عزله في 29 ديسمبر 2001.
واذكر بعد خروجه -مظلوما مقهورا منكسرا- اللقاءات النادرة بمكتب محاميه (الاستاذ عيد الرزاق الكيلاني) وباحد المقاهي بالقصبة تحت نظر البوليس السياسي ومتابعته لاحوالنا بعد الانقلاب على جمعية القضاة التونسيين.
واذكر اجتماعنا -بعد الثورة- في 17 جانفي 2011 بمقر الهيئة الوطنية للمحامين وكيف كان ماخوذا بهول اللحظة، يخشى على “الثورة” من ان يسرقها الجبناء !.
واذكر بعد ذلك وهو يحدثني طويلا وبخيبة امل -في احد اجتماعات المجلس الوطني لحماية الثورة- عن لقائه بوزير “المخلوع” محمد الغتوشي !.
واذكر -بعد خروجه من الدنيا- وهو مسجى بمقبرة الجلاز ارثيه بقولي: كيف ترجلت الى الموت دون ان نستكمل قصتنا وكيف سكت قبل ان نتم الحديث ؟!
كم انت وفي وكم انت صادق لم تنافق ولم تداهن حتى اختارك الله فجاة من غير امهال ولا اخطار ليكون نضالك في الدنيا نورا بين يديه فلا تجد اثرا لالم الموت وسكراته “!.


اكتشاف المزيد من تدوينات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

أحمد الرحموني

لا أحد تحت القانون!

القاضي أحمد الرحموني لا أدري إن كنا نستطيع أن نزعم خصوصا في هذه الظروف أن الناس سواسية …

أحمد الرحموني

حوار بلا وسائط!

القاضي أحمد الرحموني أصبح من الثابت أن الحوار الذي يزمع قيس سعيد تنفيذه بعد تنظيمه بأمر رئاسي …

اترك تعليق